منحوتة وبعد ست سنوات أصابت الصاعقة تلك المئذنة وخربت وأصبحت مأوى للبوم والغربان فهدمها حتى الأرض وجددها فى شكل منسق جميل بعد الاستئذان.
فى بيان عرض الخدمات والعبودية
من قبل السلاطين المشار إليهم إلى المسجد النبوى
أو شكت بعض جدران مسجد السعادة وقبة حجرة السعادة ومبانى مسجد قباء على الانهيار ومالت إلى الانهدام والسقوط حتى أصبحت الصلاة فى داخل الحرم النبوى الشريف خطرا، وبلغ الأمر إلى باب أصحاب القرار، ولما كان هدم حرم السعادة هدما كاملا غير مستساغ شرعيا طلب أن يسمح بهدم بعض الأماكن الآيلة إلى السقوط من المواقع الشريفة.
وقد وصل الطلب الذى أرسل من قبل سادات وأعيان المدينة باهرة السكينة فى خصوص الأمر المعروض فى الوقت الذى يعمر فيه سور المدينة المنورة فصدر الفرمان السلطانى إلى والى مصر أن يبلغ المكلفين بتعمير السور بهذا الأمر، وأن يعد الأدوات اللازمة والمبالغ الكافية والعمال ورؤساء العمال وأن يرسل سريعا إلى المدينة المنورة، وأرسل الأمر السلطانى بعد أن كتب فى قلم الديوان السلطانى إلى والى مصر، ولما كانت الإدارة السلطانية الهامة ومطالبها قد فصلت فى كشف خاص وعرف بها الوالى المذكور فهيأ والى مصر المهندسين والمعماريين ورؤساء العمال والبناءين والمبالغ الكافية وأرسل جميع المطالب برا وبحرا بكل احترام وتعظيم كما بعث رسالة إلى أمناء البناء بها تعليمات خاصة. وتفقد أمين البناء كافة المواقع مع السادات والأعيان بناء على ورود الأشياء اللازمة والتنبيهات التى وردت من والى مصر.
وشيد وأصلح داخل الحجرة المعطرة وخارجها كما سبق أن عرف فى بحث حجرة السعادة ثم هدم باب مسجد السعادة المشهور ب (باب السلام) وبنى مكانه بابا عظيما من الرخام المجلى يجذب الأنظار وذلك فى سنة ٩٤١ هـ.