وبعد هذا التعمير بست سنوات هدم ابتداء من الباب الذى يطلق عليه باب الرحمة إلى المئذنة الشكلية مع المئذنة والجدار الواقع فى الجهة الغربية وجدد كل هذه الأماكن فى صورة رصينة محكمة وذلك فى سنة ٩٤٧ هـ،وبعد أن جدد هذا الجدار الشريف على الوجه المطلوب فهدم الجدار الشرقى الذى يمتد من باب النساء إلى آخر الحرم مع مئذنته وجدده.
وبنى قبة الشمع وبنى فوقها مكان خلوة عاليا كما أسس بجانب مئذنة الشكلية واتصالها دار خلوة أخرى فشيد تلك المئذنة من جديد على شكل مآذن بلاد الروم؛ وذلك فى سنة ٩٤٨ هـ.
وبعد أن تغير شكل هذه المئذنة أصبح الأهالى يذكرون مئذنة الشكلية باسم المئذنة السليمانية (١).
وبعد التعمير المذكور بست وعشرين سنة أخذت بعض أماكن الجدار الغربى لامعة الأنوار تخرب، فأمر السلطان سليمان-عليه رحمة الله المنان-بهدم الجدار الذى يمتد من باب الرحمة إلى آخر حرم السعادة وجدده كما جدد تلك الأماكن التى مالت للخراب وغير أعلام محراب النبى صلى الله عليه وسلم والمنبر النبوى والمآذن التى هى من شعائر الدين المصطفوى، وأضاف إلى قناديل وشمعدانات الروضة المطهرة والحجرة المطهرة كثيرا من القناديل والشمعدانات الأخرى، فأضاء مسجد السعادة كقلوب الموحدين، ثم اشترى بيوت الديار العشرة المشهورة وأسس رباطا خاصا بالفقراء والغرباء.
كما بنى عشرين رباطا أخرى غير هذا الرباط إلا أن كلها قد اندرس وزال؛ وخرج رباط الديار العشرة من شكل العمارة وجعل مكانه مخازن لوضع لوازم مسجد السعادة ودائرة خاصة لإدارة شيخ الحرم وسبيلا وحديقة جملية.
وليس إشراف رباط الديار العشر على الخراب حالة يؤسف عليها حالته هذه