وبهذا لا يتدخلون فى خدمات بعضهم بعضا ولا توصف السرعة التى ينجزون بها أعمالهم.
[تعريف مقدار خدمة الفراشة الشريفة الجليلة]
تطلق على الخدمة القيمة للكعبة المعظمة والحجرة المعطرة الفراشة الشريفة وقد هيئت هذه الخدمة ووضعت وفق عدد قناديل الحجرة الشريفة ومشاعلها.
قد رتب واضع خدمة الفراشة الجليلة مائة وأربعين قطعة من الفراشة على أن تكون كل قطعة منها أربعة وعشرين قيراطا. وخص أربعة وعشرين قيراطا منها بالخليفة العالى الشأن واثنى عشر قيراطا بأشراف مكة المكرمة وست قراريط بالمنتسبين للحجرة المعطرة وست قراريط لنقباء الفراشين وقسم كل قيراط من اثنتين وتسعين قطعة لخمسة أو ستة أو ثمانية أو عشر أشخاص فأوجد بهذا خمسة آلاف أو ستة آلاف من خدمة الفراشة السعيدة. وقد وضع هذا النظام فى عصر الدولة العثمانية عصر الميراث للمشتاقين لخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى تستوجب المفخرة وقد خصص لكل قيراط منها حبوب وافية لتكريم أهالى المدينة المنورة ومكة المعظمة، والحبوب التى خصصت لكل قيراط تعطى من قبل الشخص الذى نال هذا القيراط بالبراءة والإذن إلى الأشخاص الذين وكلهم لأداء الخدمة اللازمة من أهالى الحرمين. كما أن أصحاب الفراشة يرسلون كل عام إلى من وكلوهم من أهل الحرمين مقدارا من الهدايا باسم «الصرة» غير الحبوب فوكلاء خدمة الفراشة من أهالى الحرمين يمضون أوقاتهم قانعين بما يأخذون من مرتبات من خزانة الأوقاف السلطانية، وما يرد إليهم من الصرر من موكليهم.
إن الخدمة الجليلة للفراشة قد قسمت إلى مائة وأربعين قطعة وجزاءا كما سبق ذكره أعلاه ولكنها قسمت فيما بعد إلى سبعة آلاف قطعة أو ثمانية آلاف ووزعت على أهالى الممالك الإسلامية بإذن من السلطان وكل من نال ربع قيراط من خدمة الفراشة يوكل أحدا من أهالى الحرمين-كما سبق ذكره-ويرسلون للأشخاص الذين وكلوهم صرة نقدية كل سنة، وبناء على هذا يمكن أن يوكل