عددهم مع توابعهم وعبيدهم مائتى شخص، وظهرت النفرة والعداوة بينهم وبين أهل المدينة حتى أدت هذه الحالة فى النهاية إلى قيام الجدال والقتال بينهم.
وقد دامت المنافرة بينهم فترة فى الواقع وأخذ عدد الأغوات فيما بعد يزيد وينقص ولم ينحصر إرسال الأغوات إلى الحجرة العطرة فى سلاطين المغاربة والسودان وسلاطينهم إذ أخذ بعض أصحاب الخير يشاورون عبيدا أو يوقفونهم لخدمة الحجرة المنيفة فاختلط جنس الأغوات وزاد فيما بينهم أصحاب الأخلاق الطيبة وتحولت العداوة التى بينهم وبين الأهالى إلى المودة والأخوة فانخفضت العداوة بينهم كليا فتعاملوا فيما بينهم مثال الأخوة.
لأغوات مسجد السعادة والحجرة المنيفة وظائف شهرية مخصصة لكل واحد منهم حسب موقعه ومكانته ولهم نظم جارية وقوانين مرعية مثل حراسة المسجد والحجرة المطهرة وتنظيف القناديل وإيقادها وقضاء الليل فى داخل المسجد ولهم أرزاق ومرتبات معينة من قبل السلاطين العثمانيين الكرام. ولهم ثكنات موقوفة من قبل أصحاب البر والخيرات وحدائق ذات محاصيل ولهم صرر تبعث من قبل أصحاب البر فى جميع البلاد الإسلامية وتقسم هذه الصرر بعلم شيوخهم ورؤسائهم وتوزع عليهم كلهم. وجميع الأغوات الذين فى زماننا هم من أصحاب الصلاح والخير ويتسمون بالوقار ويوثق بهم. وإذا ظهرت من بعضهم الرعونة-حسب البشرية-فإنها لا تجاوز الدائرة المنجية للشريعة الغراء وبما أنهم يخدمون ويرعون ملك الكائنات-عليه أكمل الصلوات-يلزم ألا يؤاخذوا على ذلك فإذا ما أدوا وظائفهم فى وقار تام وأدب تام فلا يتصور عمل أشرف ببنى البشر من أعمالهم.
ينقسم الأغوات الذين ينحصر عملهم فى إيقاد القناديل وإطفائها إلى قسمين يقال لقسم منهم «سندبليس» والقسم الآخر «مكادة»،وبما أن كل جهات حرم السعادة قد عينت وخصصت لأفراد منهم فعندما يحل الوقت المعين ينشغل كل واحد منهم بعمله ولا يجوز لأى واحد منهم أن يوقد أو يطفئ قناديل الآخر