للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد ذلك أطعمت والد زوجها بطعام لذيذ مكون من اللحم واللبن السهل الهضم، وبذلك أظهرت له مظاهر التعظيم والإجلال والاحترام، وبعد الطعام قالت له وهى ترجوه «يبدو أنكم أشرفتم من مكان بعيد فإذا تفضلت بالوقوف على هذا الحجر لكى أغسل لك رأسك وأمشط‍ شعرك تكن قد أنعمت على جاريتكم بسرور بالغ، وأشارت إلى الحجر الذى استخدم فيما بعد بمثابة الوصلة عند بناء بيت الله المقدس».

وكان الطعام الذى أتت به رعلة مكون من قطعة من اللحم المطبوخ ومقدارا كافيا من لبن وتمر، ونظرا لصعوبة توفير الخبز قالت وهى تقدم له هذا الطعام، لو كان هناك خبزا لقدمته فأرجوك أن تعذرنى، فرد عليها قائلا: فليبارك الله فيكم وفى طعامكم هذا واستجيب لهذا الدعاء من قبل الله فأثره باق إلى الآن فالتمر واللحم متوفران بكثرة فى مكة المعظمة.

[نظم]

إنها امرأة ذلك الشاب الأغر ... أهل البيت بالنعمة غمر

بعينيها أنها رجلا تطهر ... فبوجهين العورة تستر

وسر سيدنا إبراهيم من المعاملة الطيبة التى أظهرتها رعلة بنت عمرو نحوه.

وعند ما وقف فوق الحجر الذى أشارت إليه قامت السيدة «رعلة» بغسل جانبه الأيمن، ثم الأيسر وبعد ذلك غسلت كل جسمه المبارك فقال لها حموها: «أقرئى زوجك السلام، وأبلغيه أنه ليس عليه أن يغير عتبة بيته ثم انصرف».

وبعد فترة قصيرة شرف سيدنا إسماعيل بيته، واشتم رائحة والده العزيز المباركة وسأل عمن جاء، فأجابته قائلة جاء شيخ كريم، ذو جمال باهر وذو رائحة عطرة، وأبديت له ما يستحقه مقامه الرفيع من آيات التكريم وأحضرت له

<<  <  ج: ص:  >  >>