للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنوبى من الميدان محراب وكانت ساحة هذا المحراب مستناخا للناقة النبوية وأن الحجاج الرائحين والآتين كانوا يزورون ذلك المحراب. وأدخل المحراب الشريف فيما بعد داخل كوخ للمحافظة عليه، إلا أن المدرسة الشهابية قد حولت من صفة المدرسة ووضعت لهيئة زاوية، كما أن تلك الزاوية خربت ومن هنا اقتنع المخلصون الذين حرموا من زيارة مستناخ الناقة النبوية أن هذا الموقع سيخرب بعد مرور فترة من الزمن. وفى سنة ١٢٥٩ هـ‍ وجه الأمر السلطانى الصادر من أمانة البناء إلى عهدة شخص يسمى «خضير أفندى» هدمت تلك الزاوية وجددت فى صورة كاملة وتم التجديد فى أواخر ربيع الأول من سنة ١٢٦١ هـ‍.

وفتح فى وسط‍ الأبنية الجديدة منفذا للريح كما فتحت فى ناحية الشارع نافذة كبيرة وبهذا دخلت زاوية الشهابية إلى هيئة تكية وكان أصحاب الاشتياق يزورونها، وهذه المدرسة تعرف فى أيامنا ب‍ الزاوية الجنيدية.

إن التوفيق فى إحياء هذا الأثر اللطيف الذى ظل معطلا عن الزيارة منذ سنين وفيرة ستكون خدمة فريدة لصاحب الرسالة. إلا أن اتصاف خضير أفندى بضعف إخلاصه واعتقاده أضاع ذلك الأثر النبوى السعيد لأنه وسع محيط‍ كوخ مستناخ ناقة الرسول عشرة أذرع وثلاثة أرباع ذراع طولا وخمسة أذرع وربع عرضا ولم يضع علامة يستدل بها على نقطة مستناخ الناقة وبهذا ضاع الموقع اللطيف لذلك الأثر الشريف.

وكان غرض السلطان عبد المجيد من إحياء المدرسة الشهابية المحافظة على مستناخ الناقة النبوية الشريفة إلا أن الحقير خضير أفندى لاحظ‍ عند تجديد المدرسة نظام وانتظام الأبنية وسعتها وبهذا ارتكب دناوة الإساءة-تجاوز الله من سيئته.

[إخطار]

ولم يمح أصحاب الخيرات المآثر الجليلة، مثل خضير أفندى، ولكنهم بنوا أبنية فى الأماكن التى ثبت ولو بقول ضعيف كونها من الآثار واتخذوها زوايا بنية خالصة وفكر صحيح، حتى يعبد فيها الله سبحانه وتعالى إلى يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>