تقع نفس اليمن فوق الأراضى المرتفعة والجبال العالية. وتشمل قرى متعددة عامرة وأماكن قابلة للزراعة.
وأكثر جبالها ليست جرداء كالجبال الأخرى، بل هى تتكون من الوديان الصالحة لنمو الأشجار وقابلة للزراعة، ويدخل فى حكم هذا الإقليم جبل عسير أيضا.
وأجل بلاد اليمن وأشهرها مدينة صنعاء التى تقع على بعد تسع وخمسين ساعة فى جهة اليابسة. تقع تلك المدينة فى الشمال الشرقى من بلدة مخا وعلى بعد مائتين وخمسة وأربعين كيلو متر منها، وفى درجة واحدة وتسع وثلاثين دقيقة من خط الطول الشرقى، وخمس عشر درجة وعشرين دقيقة من خط العرض الشمالى، وكانت قديما فى غاية من العمران، وإن كانت تخربت فيما بعد، ولكن لما أعيد لها أمنها بعون السلطان أخذت تزدهر عمرانيا مرة أخرى.
وهى مدينة لطيفة وتتزين أطرافها بالحدائق والبساتين.
ويبلغ عدد سكانها ثلاث وعشرين ألف نسمة وأربعمائة، تسعة عشر ألف وسبعمائة منهم مسلمون، والبقية يهود.
وهى كثيرة المياه والثمار وتشبه دمشق الشام من هذه الناحية، بقربها قصر غمدان من آثارها العتيقة المشهورة.
والمدينة على سفح جبل ويحيط بها سور ذو أربعة أبواب، وفى داخل السور أربعة وعشرون جامعا كبيرا وما يقرب من عشرين مسجدا وكثير من القصور وأربعة حمامات وخانات.
وفى الأراضى الساحلية لليمن والتى يطلق عليها تهامة يمكن زراعتها أربع مرات فى السنة، إلا أن شدة الحرارة لا تسمح بنمو النباتات مثل القمح والشعير.