وعرف أنه لن يستطيع أن يصد القرامطة بجنود المصريين فعرض على المعز لدين الله الخليفة الفاطمى الرابع أن يعينه ببضعة مئات من الجنود، وأومأ له أنه سيفتح له أبواب مصر وكان هذا ما يتمناه المعز لدين الله، إذ جهز قوة كبيرة أرسلها إلى مصر تحت قيادة جوهر الصقلى فى سنة ٣٥٨ هـ.
وعند ما وصل جوهر إلى مصر وجد القرامطة متهيئين للحرب والضرب فحاربهم وأبادهم عن آخرهم، وضم البلاد المصرية إلى ملك الفاطميين.
وفى سنة (٣٥٩) هـ عرض ما تم فعله على المعز لدين الله وبناء على الأمر الذى تلقاه منه بنى مدينة القاهرة، وأسس الجامع الأزهر ولما تم بناء القاهرة أسرع بإخبار المعز لدين الله الذى وفد إلى مصر بأولاده وأحفاده وجميع أقاربه من المهدية، ولما وصل إلى (الجيزة) عبر من فوق الجسر العابر على النيل والذى بناه من أجل روح جوهر، ونزل فى القصر الذى بنى له خصيصا فى مدينة القاهرة التى اتخذها عاصمة له فى سنة ٣٦٢ هـ.
وكان المعز لدين الله شيعى المذهب ويعتقد فى أحكام النجوم. وظل حاكما على مصر ما يقرب من سنتين وسبعة أشهر، ثم ارتحل إلى دار الآخرة فى سنة ٣٦٤ الهجرية.
ولما كانت مدينة القاهرة قد بنيت بأمر من المعز لدين الله أطلق على تلك المدينة فى ذلك الوقت «المعزية» وبلغ عدد الملوك الفاطميين الذين حكموا مصر عشرة ملوك.
حل الملوك الفاطميون على مصر سنة ٣٦٢ هـ وتركوا الحكم ستة خمسمائة وسبع وستين. وتبلغ مدة سلطنتهم مائتين وست سنوات وذكرت أسماء ملوك الفاطميين فوق منابر الحرمين الشريفين مدة مائة وعشر سنوات كما أن الخطب قد ألقيت باسم الخلفاء العباسيين ما يقرب من ثمان وثمانين سنة.
[الدولة الأيوبية]
وانتقلت سلطنة مصر فى عام خمسمائة وسبعة وستين إلى الأيوبيين واستمر