للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموجود من الطعام، وبعد الطعام غسلت له جسمه المغمور بالنور فوق هذا الحجر، فسر وقال: «قولى لإسماعيل ألا يبدل عتبة بيته بعد الآن وأقرأك السلام، ثم قفل راجعا وترك أثرا فوق الحجر الذى وطأت قدماه الشريفتان توأم السعادة.

فقال لها شارحا وموضحا ذلك الشيخ ذو السمات الجليلة هو أبى ويقصد بقوله:

لا تغير عتبة بيتك. يأمرنى بأن أقضى بقية عمرى معك واتجه إلى الحجر الذى ترك فوقه أثر قدميه فقبله ووضعه فوق مكان مرتفع قليلا.

وقد أصبح ذلك الحجر المبارك التى غسلت فوقه رعلة والد زوجها فى ذلك اليوم هو الحجر المبارك الذى صعد فوقه إبراهيم عند بناء الكعبة المعظمة، وهو الآن فى مكة ومحفوظ‍ داخل شبكة من حديد. وقد ذكر هذا الحجر فى القرآن الكريم باسم (مقام إبراهيم)،واشتهر بين الناس بهذا الاسم والحجاج الكرام يزورونه بكل لهفة وحماس. وما زالت آثار قدمى إبراهيم-صلى الله عليه وسلم-،فالحجاج يضعون ماء زمزم عليه ويشربونه تبركا والحجر المذكور والحجر الأسود. هما ياقوتتان سعيدتان من يواقيت خزانة الجنان وقد أزال الحق-سبحانه وتعالى- نورهما المشع، لأنهما لو ظلا محتفظين بنورهما الذى تفضل الله بإنزالهما به من الجنة لأضاء نورهما ما بين الشرق والغرب.

[مسألة]

اختلاف العلماء فى مسألة الذبيح الهامة

عند ما أمر سيدنا إبراهيم بذبح فلذة كبده كان سيدنا إسماعيل حسب أحد الأقوال، قد بلغ الثالثة عشرة من عمره. وقد اختلف العلماء فى الذبيح هل هو إسحاق أم إسماعيل؟ كما أن الآيات القرآنية الخاصة بهذا الموضوع مشتبه فيها وأعلن بعضهم أن الذبيح هو إسحاق، وقال الآخرون إنه إسماعيل.

ورغم أن مؤرخى اليهود والنصارى يسوقون مجموعة من الأدلة، ويؤيدون العلماء الذين قالوا إن الذبيح هو إسحاق، فإن جماعة الصحابة الكرام والتابعين منهم عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وعبد الله بن عمر وكعب الأحبار

<<  <  ج: ص:  >  >>