المدة ما بين حضرة الخليل وقصى بن كلاب وقالوا: إن قصى بن كلاب هو أول من هدم البناء المقدس لبيت الله الأكرم وبناه من جديد.
وقال أيضا الإمام الماوردى هذا القول وذكر فى كتابه «الأحكام السلطانية» رأيه مفصلا وقال: «إنه بعد سيدنا الخليل-عليه السلام-قام قصى بن كلاب بن مرة بهدمه وتجديده ودعمه ببناء مسقوف بأشجار النخيل ومن أخشاب بلاد الروم وكان ارتفاع جدرانه يزيد تسعة أذرع عن بناء الخليل، وبنى كل مواضعه فى صورة جميلة لطيفة وفق الأسلوب القديم لسيدنا إبراهيم.
وعلى هذا التقدير فإن العمالقة والجراهمة لم يجددوا بناء البيت العتيق بل رمموه وأصلحوه مرة أو مرتين فقط.
[انتقال حكومة مكة المكرمة إلى قصى بن كلاب بن مرة]
عند ما توفى كلاب بن مرة بن كعب، كان ابنه قصى صغير السن أما والدته فاطمة بنت عمرو بن سعد بن سيل بن حمالة بن عوف بن غنم بن عامر الجادر بن عمرو بن جشعمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نضر بن الأزد فى أعقاب وفاة زوجها سالف الذكر تزوجت من شخص يدعى ربيعة بن خرام بن حبة بن عبد بن كبير بن عذرة بن زيد بن سعد الذى جاء إلى مكة المكرمة مع حجاج بنى قضاعة وذهبت مع ابنها قصى بن كلاب إلى أراضى الشام حيث يقيم زوجها الجديد (١).
وسعد هذا الذى يعتبر من بين أجداد ربيعة بن خرام كتب عنه واحد من شعراء عصره أنه أجرأ وأشجع أبطال عصره ومدحه وأثنى عليه بهذه القطعة.
لا أرى فى الناس شخصا واحدا ... فاعلموا ذاك كسعد بن سيل
فارس أضبط فيه عسرة ... وإذا ما عاين القرن نزل
فارس يستدرج الخيل كما ... يدرج الحر الفطام الجمل
(١) كان ربيعة بن خرام يسكن فى أرض عذره من ملحقات الشام.