للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبطبيعة الحال، مات الأبناء والأتباع فأوعز الشيطان إلى بقية الناس بعبادة الصور. إذ قال: «أيها الناس! إن هذه الصور (١) كانت صور من عبدهم آباؤكم فأنتم باتخاذكم إياها آلهة وعبادتها تعملون على نشر الدين وعلى إدامة الطقوس التى قام بها آباؤكم».ودفع الناس إلى عبادة صور هؤلاء الأفراد الخمسة إلى قبيل زمن نوح عليه السلام.

وفى واقعة الطوفان المشهورة دفنت هذه الصور المجسمة تحت التراب، واختفت عن أعين الناس، ورغم هذا فإن إبليس اللعين-كما سنذكر فيما بعد- استطاع أن يبرز جميع هذه الصور إلى الأعين بطريقة ما دفع العرب إلى عبادة الأصنام وأثار هذا العمل ضيق أهل الإيمان وأزعجهم.

وقامت جماعات حمقى من القبائل من أحفاد بنى إسماعيل وبتدخل الشياطين بصناعة أصنام مشابهة للأصنام التى أخرجت من تحت الأرض وسموها بأسماء هؤلاء الصالحين الذين ذكروا آنفا وأخذوا يعبدونها بكل إخلاص وخضوع.

وتبعا لدراسة المؤرخين فإن أسماء هؤلاء الصالحين المشار إليهم كانت: سواع- ود-يعوق-يغوث-نسر.

والأصنام التى صنعت لتختص بهذه الأسماء:

سواع: وصنعت على شكل امرأة، ود: على صورة رجل، يغوث: على صورة أسد، يعوق: على صورة حصان، ونسر على صورة طائر النسر وفى النهاية كانت تلك الأصنام التى عبدتها القبائل العربية البدوية على أشكال الحيوانات المذكورة.

[بدء ظهور عبادة الأصنام على وجه الأرض]

لم يكن على وجه الأرض أحد من بنى البشر يعبد الأصنام حتى تاريخ رفع سيدنا إدريس إلى السماء وأصبح مظهرا للسر الإلهى القدسى.


(١) المقصود بهذه الصور هى صور الخمسة أشخاص الذين سلف بيانهم ويروى-على نحو ما سنبينه فى محله -إن أحدهم سيدنا إدريس والأربعة هم خلفاؤه، أو أولاد سيدنا آدم أبى البشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>