وقد عرف البناء محمود شكل داخل البئر وقال إن مقدار ٦٦ قدم و ٨ بوصات من البئر، قد طلى بما يقال له لوكون (١) ومقدار ١٠ أقدام و ٨ بوصات قد بنى بحجارة منحوتة، وقال عن خزانة الماء: إنها حفرة ذات تراب ممتزج بالزيت، إن التراب الممزوج بالزيت يشبه كلسه (نوع من الصلصال الذى تستخدمه النساء فى الحمامات).
والعيون الثلاث تنبع من هذا الطين وأن هذه العيون فى خارج خزانة الماء قليلا. انتهى.
وفى خلف أبنية بئر زمزم الجسيمة قبة الفراشين، وخلفها قبة العباس وهما قبتان فى غاية الجمال، ويحفظ فى قبة الفراشين قناديل البيت وفى عصر النبى صلى الله عليه وسلم، كان الماء يوزع على الحجاج الكرام.
وقبة الفراشين مخزن متصل بأبنية دار التوقيت والمكتبة من ناحية باب الصفة، وكان أغوات البيت الأعظم يحفظون فيها الشمعدانات والمباخر الخاصة بالكعبة المعظمة والشموع وأشياء أخرى مباركة. وحينما هدموا مبانى المكتبة ودار التوقيت؛ هدموا هذا المخزن وسووا مكانه وضموه إلى البيت الحرام، وهذا المكان ساحة خالية تؤدى فيها الحاجات المسلمات صلواتهن. والأشياء التى كانت تحفظ فى ذلك المخزن توضع الآن فى قبة العباس المتصلة بأبنية بئر زمزم.
ولما كان سقف قبة العباس عاليا، فحينما هدمت قبة الفراشين فى سنة ١٢٩٩ هـ رأى القائم مقام صادق بك من مهندسى أركان الحرب أن يضيف لقبة العباس ما يشبه طابقا، ووضع تحت الأشياء المبروكة الخاصة بالبيت الأعظم فى هذا المكان.
[فوق بئر زمزم]
مكان مقبب يطلق عليه مظلة مؤذنى الشافعية، هذا المكان محفل مؤذنى