المحمل النفيسة مكشوفتين ليجلو الناس عيونهم بمشاهدتها، ويبتهجون برؤيتها، وبعد إجراء العادة المرعية قديما من التسليم والتسلم، تطلق المدافع ثم تحمل إلى المسجد المسمى بمسجد الحسين فى موكب منظم غاية التنظيم. إن الجامع المذكور كائن فى الجهة الجنوبية من خان الخليلى المشهور.
وتجرى الاحتفالات على صورة كاملة جميلة بانتظام تام، ويتقدم الموكب العظيم الجنود النظاميون وتمر بعدهم الكسوة الشريفة للبيت المعظم بأجزائها الثمانية وثمانى قطع من الأحزمة المزركشة، وقطعتين من الستائر المذهبتين، وكساء مقام إبراهيم (على نبينا وعليه التسليم)، وستارة بابه وكل واحدة منها فوق ألواح خشبية، وهذه الألواح محمولة فوق الأعناق حرمة وتوقيرا لها، وتمضى مجموعة بعد مجموعة، وعقب ذلك يمضى صناع الكسوة الشريفة وموظفو تلك الهيئة حاملين كيس مفتاح باب الكعبة المعظمة المنسوج، ويمضى وكيل ديوان المحافظة والضباط الآخرون راكبين خيولهم وممتطين جيادهم، ويمر بعدهم مشايخ الطرق بأعلامهم متعددة الألوان مهللين مكبرين منشدين الأناشيد الدينية والأشعار. وإن كان منذ وقت طويل يجرى الاحتفال بهذا الموكب يعنى منذ أن اعتادت الدولة العلية تجديد كسوة الكعبة الشريفة كانت تنسج فى القاهرة مصر، وترسل مع قافلة حجاج مصر، وعندما استولى الفرنسيون على مصرفى سنة (١٢١٣) قد صنعت تلك الكسوة حول شادروان مسجد السلطان أحمد، ونقلت فى الحادى عشر من شهر رجب سنة (١٢١٣) فى موكب خاص عظيم إلى القصر السلطانى، ثم نقلت مع الصرة السلطانية إلى اسكودار غد ذلك اليوم، وهكذا أجرى الاحتفال بموكب المحمل فى تلك السنة فى باب السعادة، ولكنه الآن يجرى فى مصر القاهرة على ما كان عليه فى السابق.
[صورة دخول المحمل الشريف إلى مكة المكرمة]
يقوم المحمل الشريف المصرى (١) من القاهرة مصر برا، ويمضى إلى مكة المعظمة دون أن يمر بالمدينة المنورة، وعندما يصل الشخص الذى أنيط به سوق
(١) لما كان المحمل الشامى فى معية أمين الصرة الذى كان فى صحبة حماية أمين مؤونة الحج الشريف لذلك يصاحبه جنود نظامية سلطانية فى ذهابه وإيابه.