للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحمل وتوصيله إلى وادى فاطمة يخبر أهالى مكة باليوم والساعة التى سيدخل فيها إلى مكة المكرمة.

ويخرج أمير مكة ومعه الجنود النظاميون وجنود الشرطة يوم وصول المحمل لاستقباله، كما يصاحبه أغلب الموظفين يستقبلونه عند مسجد عائشة، ويأتون به إلى ميدان ذى طوى (١)، وينصب مندوب المحمل خيمة فى ساحة ذى طوى الواسعة بعد أن يصل إليها من مسجد عائشة وهو يطلق البنادق والمدافع فى سيره، ويظل منتظرا حتى وصول المحمل الشامى.

وبما أن المحمل الشامى قد أخبر ساعة وصوله إلى أهل مكة مثل المحمل المصرى (٢) يخرج الأهالى الكرام لاستقبال المحمل الشامى مثل المحمل المصرى عند مسجد عائشة. ويستقبلونهما من مسجد عائشة ويوصلونهما إلى مكان خاص أمام قبور الشهداء (٣) ويشترك فى إقامة مراسم الحفاوة والترحيب الباشا الوالى والأشراف والأعيان.

وبعد أن يضرب هذين المحملين خيامهما فى الأماكن الخاصة التى ذكرت، وبعد الانتهاء من مراسم الاحتفال والترحيب يتجهان إلى صحراء منى الساكنة فى موكب عظيم فخم من خارج حرم المسجد الحرام بالذكر والتهليل أمامه الجنود السلطانية وخلفه الداعون للسلطان فى سكون ووقار، ومن هناك يمضى الموكب إلى عرفات وبعد وقفة عرفات يرجع إلى المزدلفة (٤)، ومن هناك إلى منى حيث يقف ثلاثة أيام بلياليها، وتجرى الاحتفالات السارة، وإلى أن يصل الموكب من عرفات إلى المزدلفة توقد المشاعل المتعددة، وتطلق المدافع والبنادق طلقات لا حصر لها بينما يستمر الدعاء الواجب أداؤه للسلطان بدوام الرفعة والشوكة والعز.


(١) طوى: الآبار المباركة وبما أنها فى مكان مكشوف يطلق عليها ميدان ذى طوى.
(٢) يحمل المحمل المصرى علم عمر الفاروق رضى الله عنه أيضا.
(٣) قبور الشهداء اسم المقبرة التى دفن فيها عبد الله بن عمر رضى الله عنه.
(٤) من العادات المرعية أن تطلق البنادق والمدافع كل ثلاث دقائق أمام والى مكة والحجاز وأمير مكة وشريفها وأمين الصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>