تم بحمد الله تأليف مجلد مكة المكرمة من أثرى «مرآة الحرمين» الذى شغلت بتأليفه منذ سنة ١٢٨٩ هـ وعرض للبيع فى السوق كما طبع عقب ذلك مجلد «مرآة المدينة» التى تحتوى على مفاخر مهجر رسول رب العالمين ونشر.
ووفقت كذلك فى عهد السلطان الذى سهل كل شئ فى إنهاء المجلد الثالث من التاريخ المذكور تحت عنوان «مرآة جزيرة العرب»،وطبعته وعرضته على أنظار الباحثين عن الحقائق وأهديته لهم والمنة لله.
وإننى لا أتردد فى ادعاء أن مرآة الحرمين من حيث إحاطته بواقع تواريخ الأقطار الحجازية أنه أكمل التواريخ وأكثرها تفصيلا. وإن كان بعض المؤرخين من الأسلاف قد كتبوا عدة أجزاء من التواريخ عن أحوال الأقطار الحجازية إلا أن بعض هذه الكتب خاص «بمكة المكرمة» والآخر بالمدينة المنورة كما أنهم فضلوا فى طريقة التعبير وتحرير الوقائع الإيجاز والاختصار لذا لا تجمع هذه الكتب ما تجمعه «مرآة الحرمين» بين صفحاتها من الأسرار والحكم والأخبار الإسلامية والجاهلية.
والتوفيق فى تأليف مرآة الحرمين وطبعها يعود بدون شك لما اتسم به عهد سلطاننا خليفة رسول الله من آيات التوفيق والهداية. وهذا لطف لا ينكر للعبد العاجز.
وهذا مظهر من مظاهر لطف الله الذى سأتباهى وأفتخر به إلى يوم القيامة وقد أنهيت مرآة الحرمين بهذا المقال العربى.