[الصورة الأولى فى توسيع وتعديل الحرم الشريف لأول مرة]
أول من تفضل بتوسيع الحرم الشريف للمرة الأولى هو عمر بن الخطاب رضى عنه الله الوهاب.
كان ما يحيط بالمسجد الحرام إلى عصر الخليفة سيدنا «عمر الفاروق» المبارك وزمانه المقرون بالعدل والقسطاس ساحة رملية شبيهة بالصحراء، ولم يكن هناك ما نراه اليوم من مبان، بل كان مساكن فقراء الغرباء المصنوعة من القش والحصير، وكانت هناك طرق ملتوية بين الأكواخ للوصول إلى حرم الكعبة المعظمة.
أما المسجد الحرام وهو توأم حرم الجنة فكان فى تلك الآونة ممتدا إلى ما وراء مقام إبراهيم والمنبر الشريف، فأما الذى مازال موجودا إلى اليوم أمام الكمر الذى يسمى اليوم ب «باب السلام العتيق» قد وضع علامة مميزة لحدود الحرم الشريف القديم.
ولم يغير وضع الحرم الشريف القديم فى عهد أبى بكر الصديق لقلة المؤمنين وأبقى كما هو. لم توسع ساحة الحرم الشريف فى ذلك العهد لاستيعابها مسلمى تلك الآونة.
إلا أن عدد المسلمين قد زاد فى عصر عمر الفاروق المتميز بالعبادة بحيث ضاقت كل الساحة ذات الفيوضات الإلهية لبيت الله بجموع المسلمين ولم تستوعبهم، وأصبح توسيع مساحة بيت الله وتفسحها يتجاوز درجة الوجوب، وهكذا اشترى عمر بن الخطاب (رضى عنه الله الوهاب) الأكواخ والدويرات الملتصقة بالمطاف وضمها إلى المسجد الحرام، ولكن ذلك التوسيع لم يف بالغرض مما اقتضى ضمّ البيوت الأخرى الكائنة حول الحرم إلى ساحة الحرم، وهذا ما دعا الخليفة إلى شراء بعض المنازل التى ستساعد على التوسيع.