للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذه المحاولة الثانية للتوسيع لم يرض أصحاب المنازل بالتنازل عن دورهم، بل سعوا لإحداث فتنة بنشر أقوال مغرضة.

حينئذ استدعى عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - المعترضين على إعطاء بيوتهم وقال لهم: «لم يبن بيت الله فى وسط بيوتكم، بل أنتم الذين بنيتم بيوتكم حوله، وضيقتم الساحة المقدسة لكعبة الله» ثم دبر المبالغ اللازمة لشراء تلك الدور كما قدر ثمنها أهل الخبرة، ووضعها فى خزانة كعبة الله ثم هدم تلك البيوت وألحق أرضها بالمسجد الحرام، وهكذا وسع حرم المسجد الحرام على الوجه المطلوب.

ثم أحاط الحرم الشريف بسور يزيد ارتفاعه على قدمين قليلا من جهاته الأربعة لتوضع عليه القناديل والشموع، ثم أمر بفتح بوابات مقابل الطرق التى تركها قصى» بن كلاب للدخول فى المطاف السعيد. وفى ختام هدم المنازل جاء أصحابها إلى حضرة الفاروق عارضين ندمهم وأسفهم، ورجوه أن يعطيهم نقودا كافية لشراء سكن فأعطاهم المبالغ التى وضعها فى خزانة بيت الله من قبل، وهكذا أرضاهم وأسكتهم وكان ذلك فى سنة ١٧ الهجرية (١).

***


(١) انظر تاريخ الطبرى ٦٨/ ٤ - ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>