لا يعرف مهدى القناديل الذهبية والفضية ووقت إهدائها وتعليقها لمسجد السعادة والحجرة المعطرة، وقال: ابن النجار بعد أن أجرى التدقيقات التامة وهو يبين ويعرف عدد تلك القناديل وأنواعها وأماكن تعليقها.
كان فى صدر الإسلام بين شبكة الحجرة المنيفة والجدار القبلى للمسجد الشريف (١) أكثر من أربعين قنديلا معلقا على سقف المسجد الشريف، وكان بعض هذه القناديل من الذهب والأخرى مصنوعة من الفضة وكان بعضها كبيرا وكان بعضها فى حجم صغير وكانت أهديت من قبل حكام الزمان والأصدقاء المخلصين. وكان أحد هذه القناديل مصنوعا من البلور والآخر من الذهب كانا ثريتين فى غاية من الجمال وكان مرغوبا فيهما لعدم وجود مثيل لهما فى ذلك العصر، وفيما بعد زادت رغبة أهل الإيمان فى إهداء القناديل إلى الحجرة المعطرة وزادت القناديل التى وردت حتى ضاقت الحجرة النبوية بها حتى لم يبق مكان فى داخلها لتعليق القناديل فيها.
وحينما رأى السادة وموظفو الحكومة أن الهدايا ترد واحدة تلو أخرى ولم يبق فى داخل حجرة السعادة مكان لتعليق القناديل، عندها أخذوا يخرجون القناديل القديمة فى قبة المسجد الشريف، والهدايا التى أرسلت فى خلال سنة (٨١٠) هـ زادت إلى حد أنه إذا سرقت إحداها فلا يعرف الشئ المسروق أى وصلت الهدايا المرسلة بحيث تزيد على العد والإحصاء، ومن هنا رأى المشار إليهم من أصحاب الرأى حفظ هذه القناديل فى داخل الصناديق المعدة لها حتى يحموها من سرقة عربان البادية الذين يردون فى مواسم الحج على أن يخرجوها فى الليالى المباركة
(١) وكان هذا المكان مواجهة السعادة، وهو المحل الذي يقف فيه زوار قبر السعادة.