تقع مدينة المخا على بعد تسعين ميلا من الحديدة وعلى شاطئ البحر الأحمر، وقريبة من مضيق باب المندب والمسافة بينها وبين زبيد ثلاث مراحل.
وكانت هذه المدينة مشهورة قديما وكانت غاية فى العمار فى الأزمنة السابقة وكانت مدينة تجارية رائجة. وقد بلغ عدد سكانها قبل خمس وعشرين سنة إلى عشرين ألفا، إلا أنهم لم يتحملوا فيما بعد هجمات عربان عسير وغاراتهم وتعدياتهم المتوالية فتشتتوا هنا وهناك.
ولم يبق الآن داخل المدينة غير خمسمائة شخص وبناء على ذلك تحولت تلك المدينة الكبيرة إلى خرائب وأطلال. إلا أنه فى ظل السلطان أمكن القضاء على الأشقياء المذكورين، وأزيلت تعدياتهم وغاراتهم من هناك كليا. ومن المأمول أن يعود للمدينة عمارها القديم وسكانها.
[عدن]
تقع مدينة عدن فى نهاية جزيرة العرب جنوبا وبالقرب من مضيق باب المندب من خليج عدن، وعلى بعد مائتين وخمسة وعشرين كيلو متر من مدينة المخا.
وكانت دولة إنجلترا قد اشترت هذا المكان فى سنة ألف وثمانمائة وتسع وثلاثين ميلادية من أحد مشايخ العربان، وأنشأت هناك قلعة على أنها مخزن. وكان أهالى عدن فى ذلك الوقت ألفى نسمة، ولكنهم ازدادوا قليلا فقليلا بالتدريج حتى بلغوا وتجاوزوا عشرين ألفا. وبما أن مضيق باب المندب يقع بين المخا وعدن، تعد مدينة عدن بمثابة مفتاح البحر الأحمر. والمسافة بين مدينة عدن وصنعاء ثلاث مراحل، وقد استوطن عربان (لحج) بين هاتين المدينتين.
[وادى كنونة]
يقع وادى كنونة بالقرب من قنفذة عندما تقطع قطعة اليمن من طرفها الشمالى إلى جهتها الجنوبية رأسا.