الرملية الثالثة وتبعد عن المضجع النبوى عشرين ذراعا، وتقع أسطوانة أبى لبابه بين أسطوانة عائشة والأسطوانة الملاصقة لشبكة الحجرة المعطرة وفى وقتنا هذا فهى الأسطوانة الرابعة من جهة المنبر المنير النبوى ومن جهة قبر النبى الجليل الثانية ومن الجهة القبلية الثالثة ومن جهة الساحة الرملية الأسطوانة الخامسة.
يروون وجود محراب بجانب عمود التوبة كعلامة مميزة له قبل الحريق إلا أن ذلك المحراب قد احترق فى الحريق الثانى ولم يصنع بعد ذلك، وإن كان قد ذهب بدر بن فرحون من علامة المؤرخين إلى أن المحراب وهو العلامة المميزة لأسطوانة التوبة كان ملاصقا لشبكة حجرة السعادة إلا أن مؤرخى الأسلاف جرحوا رأى ابن فرحون وقالوا إن المحراب المذكور كان بجانب أسطوانة أبى لبابة، وأتوا بدلائل مقنعة تحمل على تصديق أقوالهم ومن هنا فقول ابن فرحون موضع شك وشبهة.
قد حكّت على هذه الأسطوانة بخط جلى نفيس عبارة «هذه أسطوانة أبى لبابة وتعرف بالتوبة» بذهب خالص العيار ونقشت بذهب.
[٤ - أسطوانة السرير]
وبما أنّ سرير سيد البشر المصنوع من خشب النخلة بناء على قول الأكثرية كان بجانب الأسطوانة الرابعة ذات إعجاز ظل اسم هذه الأسطوانة أسطوانة السرير وكتب عليها بخط جلى نفيس عبارة «هذه أسطوانة السرير» حلّيت بذهب والعمود المذكور بين القبر الشريف وقناديل الروضة المنيفة وبناء على تعريف الإمام السمهودى فهى الأسطوانة التى فى الجهة الشرقية من أسطوانة التوبة والملاصقة للشبكة السعيدة.
ظل السرير النبوى قبل توسيع المسجد الشريف فى صورة دائمة بجانب أسطوانة التوبة وبعد أن تفضل معمار بنيان الدين-عليه سلام الله المعين-بتوسيع الجهة