وبناء على قول ابن النجار ان هذا الماء يتفجر من تحت صخرة ويسقى مزارع ناحية السّنح التى فى جدار مساجد الفتح. وانقطع هذا الماء مؤخرا وأضرّ انقطاعه أصحاب المزارع وإن كان شمس بن زمن حفر طريقه وطهره قرب منبعه الذى فى جهة قرية قباء إلا أنه لم يوفق لجفاف منبعه.
[٣ - عين الأزرق]
هذا الماء أمام مصلى العيد (أى المسجد النبوى) وتحت قبة كبيرة. ومنبعه الأصلى بئر فى داخل حديقة الجعفرية وعلى الجهة الغربية من المسجد الشريف.
ولما كانت مياه هذه العين تقوم عليها حياة أهل المدينة أوصلها مروان بن الحكم إلى المدينة وبنى أمام مصلى النبى صلى الله عليه وسلم موضع تقسيم عظيم وبهذا العمل قسم المياه إلى محال المدينة فتجرى المياه أولا من هذا المقسم ويسقى بيوت الجهة الشرقية ابتداء ثم الجهة الشمالية ثم الجهات الأخرى من منازل المدينة.
[٤ - عين النبى]
كان هذا الماء بناء على قول ابن النجار بئرا بجانب غار بنى حرام.
واندرس مجراه وانقطع ماؤه مع مرور الزمن. ولكننا إذا ما وفقنا بين الروايات المتخالفة يلزم أن يكون شرعة مقسم عين النبى وكانت هذه الشرعة معروفا بمقسم عين الأزرق وتذكرنا أن منهل ماء الذكر شرعة عين النبى فإن ماء منبع عين الأزرق عندما جلب من قرية قباء إلى المدينة قد عثر على ماء عين النبى ووحّدا وهذا غير بعيد من الاحتمال.
وقد فتح الأمير سيف الدين حسين بن أبى الهيجاء فى خلال سنة ٥٦٠ هـ مجرى من مقسم عين الأزرق إلى باب المصلى وباب مصر ليحصن المدينة.
وأوصل هذا المجرى إلى باب السلام وبنى مقسما صغيرا أمام مدرسة زمنية وفرق الماء إلى المنازل التى تقع فى هذه الجهات، ثم أجرى الماء الزائد بواسطة مجرى حفره إلى مناهل المحلات التى حول سوق العطارين ثم طاف بالمجرى المذكور