للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتفرق القرشيون الموجودون فى معبد الأصنام المذكور كما تتفرق صغار الحجل، واتجه كل واحد منهم إلى ناحية، بينما اتجه الفاروق الأعظم-رضى الله عنه-إلى بيت أخته فاطمة بنت الخطاب، ومن هناك إلى بيت حمزة وعلى قول إلى دار الأرقم ابن الأرقم. ولكن قبل وصوله إلى ذلك البيت السعيد المشار إليه قابل رجلا من بنى سليم فقال له ما يدور فى نفسه. وحينئذ استصوب الرجل أن يذهب عمر قبل اتخاذ أى قرار إلى صنم قبائل بنى سليم الذى اتخذوه إلها والمسمى ب‍ ضمار (١) ليفصل فى القضية، وهكذا توجه الرجل إلى بيت أصنام بنى سليم، ولكن عمر سمع منه الأبيات الآتية فحطم ضمار الضخم من شدة غضبه.

[شعر]

أودى الضمار وكان يعبد مرة ... قبل الكتاب وقبل بعث محمد

إن الذى ورث النبوة والهدى ... بعد ابن مريم من قريش مهند

سيقول من عبد الضمار ومثله ... ليت الضمار ومثله لم يعبد

أبشر أبا (٢) ... حفص بدين صادق

تهدى إليه وبالكتاب المرشد

واصبر أبا حفص قليلا إنه ... يأتيك عز فوق عز بنى عدى

لا تعجلن فأنت ناصر دينه ... حقا يقينا باللسان وباليد

وبعد ما حطم سيدنا عمر ضمار وجعله ألف قطعة، قد تحولت العداوة التى كان يضمرها للنبى-صلى الله عليه وسلم-إلى مودة أبدية؛ لهذا رجع فورا إلى المنزل أخته ومن هناك إلى دار ابن الأرقم السعيدة بصحبة زوج أخته، ودخل فى دائرة الإسلام المنجية على النحو المذكور فى كتب السيرة بالتفصيل. رضى الله عنه.

- حكمة:

وائل بن حجر «بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمى» أحد الصحابة الكرام (٣)،ومن ملوك حضر موت المشهورين كان يعبد صنما لامعا من العقيق


(١) ضمار على وزن كتاب وهو الصنم الذى كان يعبده عباس بن مرداس وقومه.
(٢) كنية سيدنا عمر.
(٣) انظر ترجمته فى الإصابة ٣١٢/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>