محافظ مكة خليل باشا وعلم الشريف يحيى وبمعرفة قاضى مكة المكرمة ومفتيها إلى أعتاب عظمتكم السلطانية، والعلة الغائبة من هذا العمل الخيرى هى استجلاب الدعاء بالخير لجانب سلطنتكم، وقد بلغ مقدار العلال السنوية الخاصة بالحرمين الشريفين إلى ١٦ ألف إردب وبعد هذه السنة سترسل الغلال الخاصة بالحرمين الشريفين فى ميعادها دون تفويت وقتها وقد بدأنا بذلك فى هذه السنة وببيان ذلك أعرض لجانب سلطنتكم طاعتى، انتهى.
ولما أطلع السلطان على ما جاء فى الدفترين أمر بتنفيذ ما جاء فيهما، وبناء على ذلك شرع فى إرسال الغلال إلى الحرمين، إلا أن المساكين الذين لم تدرج أسماؤهم فى الدفترين حرموا من العطايا السلطانية ولكن بناء على رجاءات وجوه البلد واسترحاماتهم أضيف إلى العطايا ألف إردب حنطة فوصلت المخصصات الحجازية إلى سبعة عشر ألف إردب من حنطة وهذه المخصصات ترسل الآن.
[سبب تشكيل مديرية الخزانة]
إلى أن حل الوقت الذى بلغت المرتبات الحجازية إلى سبعة عشر ألف إردب قمح، كان أمناء الصرة ثانى يوم وصولهم إلى المدينة الأمينة يفرشون على ساحة حرم السعادة الأبسطة ويوزعون ما سلم لهم من المبالغ لإعطائها لأهالى دار السكينة من باب السعادة ويستدعون من حررّت أسماؤهم فى الدفاتر التى أعطيت لهم من خزانتى الأوقاف والمالية، وفى حضور أشراف البلاد وموظفى الحكومة يسلمون لهم بأيديهم مخصصاتهم، ولما لم تكن فى ذلك الوقت دوائر فرعية خاصة بمديرية الخزانة كانت مستحقات كل فرد تسلم له دفعة واحدة من قبل أمين الصرة، ولما كان صرف واستهلاك المبالغ التى أخذت دفعة واحدة فى خلال أيام قليلة حسب الحاجة الطبيعية، كان سكان دار السكينة ينفقون مخصصاتهم خلال عدة شهور بوفرة ثم يعانون من قلة المال خلال الثمانية أشهر الباقية، ولما أطلع السلطان محمود على هذه الحالة ألغى هذا النظام وأنقذ الأهالى من هذه المعاناة