يبحث عن حجر مقام إبراهيم ولما لم يجده غضب أشد الغضب، وخرب مبانى بئر زمزم والمبانى الأخرى من الحرم الشريف، وبعد العصر اقتلع الحجر الأسود الأمانة الكبرى وفى يوم الثامن من دخوله فى مكة المكرمة، وعلى قول فى اليوم الحادى عشر منه ثم مضى متجها نحو هجر.
وفى هذا العام لم يستطع أحد أن يكمل حجه ذاهبا إلى عرفات غير بضعة من الذين آثروا الموت غير مهتمين بالحياة.
ولما وصل ذلك الملعون إلى هجر زاعما أنه قد حقق أمله كتب إلى عبد الله المهتدى من الملوك الفاطميين يخبره بما فعل، ويعرض تبعيته له ويذكره فى خطب الجمعة متقربا منه، ولكنه تلقى منه الرد الذى يستحقه والذى قال فيه: واعجبا، إنك ارتكبت فى بلد الله أنواع الفضائح، ثم اقتلعت الحجر الأسود من مكانه وأخذته معك إلى ناحية هجر فى جرأة بالغة، إنك قد هتكت وأزلت ستارة الكعبة الشريفة التى ظلت معززة ومكرمة منذ العصر الجاهلى، ومع هذا تريد أن تذكرنى فى خطبك ألا فليلعنك الله.
وحينما تلقى منه هذا الرد أعلن عصيانه عليه أيضا، واحتفظ بالحجر الأسود فى هجر اثنين وعشرين عاما إلا أربعة أيام؛ رغبة فى أن يتوجه الحجاج إلى هناك لأجل الزيارة، ولكنه تعرض لحكم القضاء الذى يقول «الجزاء من جنس العمل» إذ أصابه مرض الأكلة (١)، وهلك وألقى فى حفرة البوار.
[لاحقة]
يروى أن من جملة أوامر أبى طاهر غير الطاهر بقر بطون الجثث وإخراج الأمعاء وملئها بالخمر بعد غسلها.
وقطع ألسنة الذين يطفئون القناديل قائلين «بوف» وإقرار اللواط بعدم الإيلاج ب (فرطا)، وسحب الذين يولجون بالإفراط على وجوههم وسحلهم ما يقرب من أربعين ذراعا، وقتل الشبان الذين يمتنعون عن اللواط وتعظيم الزنا.
(١) أكلة: مرض يطلقه الأطباء على السرطان وهذا المرض نوع من المرض مثل جرح ينتشر حوله حتى يهلك المريض.