الكلاتم وقالا: «إننا من مشركى أرض المغرب، ولسنا مسلمين إلى الآن، وقد جئنا إلى المدينة بحيلة أداء فريضة الحج وزيارة مرقد صاحب المعراج وأقمنا فى هذه الحجرة وغايتنا أن نسرق نعش النبى محمد ونحمله إلى أرض المغرب!!،وقد بعث لنا المغاربة نقودا طائلة أكثر أنفقناها واستهلكناها ولمّا رأينا أننا لن نستغفل أهل المدينة بصرف النقود وإنفاقها لبسنا رداء الزهادة والتففنا بستار العفة حتى نظهر فى هيئة الصدق والوفاء وبهذه الصورة وفقنا فى استغفال الأهالى.
وأخذنا فى مزاولة عملنا، كنا نقضى الليالى بحفر النفق، وفى النهار كنا نملأ الأكياس بتراب ما حفرناه ونذهب إلى مقبرة بقيع الغرقد بقصد زيارتها حيث نفرغ الأكياس من التواب، وعندما اقتربنا بقبر السعادة ظهرت فى السماء أصوات الرعود والصواعق، الأمر الذى أقلقنا بل أخافنا خوفا شديدا، وفى الصباح انتشر خبر تشريف سلطنتكم، هذه هى الحقيقة.
واستمع نور الدين إلى هذه الأقوال بآذان ملؤها الحيرة والاضطراب وأسال دموع الرقة فى نهايتها، وأمر بقتل وإعدام المغربيين فأعدما بدون توقف تحت الشباك الشريف، وبهذا بين أن الذين يقصدون حجرة السعادة بسوء يستحقون جزاء الإعدام.
[علاوة وإضافة]
سمعت أنا محرر هذه الحروف من بعض الأشخاص أن الشهيد نور الدين أوقد فانوسا ونزل فى النفق المحفور وذهب حتى نهاية الحفرة وهنا سقط بعض التراب وامتدت يد جسمان النبى الطاهر فقبلها وعادت، فما أحسن ما ناله من سعادة أبدية، ونعم ما حصل عليه من عناية سرمدية.
بعد أن أعدم حضرة نور الدين هذين السافلين حفر حول الحجرة الشريفة التى طاف حولها بخشوع وأزال التراب قرب سطح الماء ولما صار المكان الذى أخرج منه التراب خندقا عميقا فأسال فى هذا الخندق العميق رصاصا مذابا أى حفر خندقا حول مرقد السعادة حتى مكان ظهور الماء دائرا ما دار وملأ داخل هذا