للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمة محمد ويطلق عليه أبو بكر؛ لأن الصورة كأنها نفس أبى بكر. ثم أشار إلى الهيكل القائم على الجهة اليسرى من الصورة التى تشبه النبى-صلى الله عليه وسلم-وسألنى هيكل من هذا؟ فأجبته لا بد أنها صورة رجل شهير يسمى عمر بن الخطاب؛ لأنها كانت تشبهه شبها كبيرا وكأنها ذاته.

ثم قال لى هرقل: بعد أن تلقى منى الإجابات السابقة إنه قد ذكر فى الإنجيل أن الإسلام سيبلغ كماله بمعاونة هذين الرجلين. وقال: جاء فى الإنجيل أن الناقص من الدين سيبلغ حد الكمال بمعاونة المشار إليهما. وقد أعادنى معززا إلى المدينة دار السكينة.

وبعد فترة مثلت أمام النبى-صلى الله عليه وسلم-وحكيت ما رأيته من هرقل الرومى، فقال حضرة النبى الصادق القول:

«لقد قال هرقل الصدق فالله سيعز الإسلام بأبى بكر وعمر، وسيوفقهما فى الحصول على الفتوحات العظيمة».

- حكاية:

كان الحكيم بن حزام (١) إذا اجتمع فى مجلس من المجالس مع قومه، وانتقل الحديث لذكر هرقل كان يقول: قبل أن أتشرف بالإسلام، ذهبت إلى الشام فى تجارة، ولم يكن سلطان الأنبياء-عليه أعظم التحية-قد هاجر بعد إلى المدينة المنورة، وكان بصحبتى «أمية بن الصلت بن عبد الله بن ربيعة» وهو من الطائف، وعند ما علم هرقل أننا من أهل مكة استدعانا وقال: من أى قبيلة أنتما؟ وهل لكم صلة قرابة بمحمد بن عبد الله-صلى الله عليه وسلم-صاحب دعوة النبوة؟

فأجبته: نحن من قريش، ومحمد الأمين من أبناء عمومتنا ويتصل نسبنا به فى


(١) حكيم بن حزام ابن أخى سيدتنا خديجة الكبرى رضى الله عنها، وقد ولد داخل الكعبة قبل واقعة الفيل بثلاثة عشر عاما، وقد أمضى نصف عمره فى الإسلام والنصف الآخر فى الجاهلية، وعاش عشرين ومائة عام حيث توفى فى العام الستين من الهجرة فى المدينة المنورة. ويروى أن سيدنا على أيضا ولد داخل الكعبة المشرفة ولكن هذه الرواية لا أصل لها.
انظر: الإصابة ٣٢/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>