الدرجة الخامسة. فقال هرقل: أتجيبوننى عما أسألكم عنه فيما يتعلق بهذا الرجل بدون خلاف؟ وهل أنتم ممن يصدقونه ويؤمنون بدعوته لله؟ فأجبته عن سؤاله الثانى وقلت: ونحن ممن يرفضونه ويرفضون أحكام دينه ودعوته.
لكننا لن نكذب فى حضورك وسنجيبك بصدق على كل ما تسأل عنه، وأقسمت بآلهتنا بأننى سأقول الصدق.
وسأل هرقل عن أحكام الشريعة المحمدية الغراء، فلما أجبناه إجابة واحدة لا خلاف فيها، قام من مكانه، وسار إلى الأمام وذهبنا معه كذلك. وكان بداخل قصره كنيسة مزينة فأمر بفتح بابها، واصطحبنا معه لداخلها.
وكانت هذه الكنيسة حجرة ملكية فخمة لا نظير لها، ويوجد فى وسطها صنم كبير مغطى بأستار من الذهب وموضوع فوق كرسى مرصع، رفع هرقل الأستار وقال: هذه الصورة صورة من؟!
فأجبناه: لا نعرف! لم نر صورة كهذه من قبل.
فقال: إنها صورة وجه أبى البشر.
ثم أخذنا من غرفة إلى أخرى وأرانا تماثيل مختلفة، وسألنا هل الشخص الذى يدعى النبوة يشبه إلى واحد من هذه القبائل؟
وكانت هذه التماثيل تماثيل أنبياء مختلفة، وكانت مغطاة بستائر ثمينة مزركشة وجميلة.
وبما أننا لم نر تمثالا يشبه الذات النبوية العالية أجبناه بقولنا:«إنها لا تشبه محمد بن عبد الله عليه السلام».
وبعد ذلك، أمر بفتح قاعة كبيرة ومزينة أيضا، وهى أكبر من كل القاعات التى رأيناها من قبل وكان فى وسطها تمثال مغطى ذو هيئة نورانية، فكشف التمثال بأن رفع الستار وسأل: من يكون هذا؟ قلنا: نعم.
إن هذه الصورة تشبه محمدا الأمين الذى يدعى النبوة فى بلدنا. وفى الواقع أنها كانت صورة لا تختلف عن شكله أبدا.