إلى الدستور المكرم، المشير المفخم، نظام العالم، مدبر أمور الجمهور بالفكر الثاقب، متمم مهام الأنام بالرأى الصائب، ممهد بنيان الدولة والإقبال، مشيد أركان السعادة والجلال المحفوف بصنوف عواطف الملك الأعلى، والحائز على وسامى المجيدى السلطانى من الدرجة الأولى والحامل حاليا لقب شيخ الحرم النبوى وزيرى المحب مصطفى (١) باشا أدام الله تعالى إجلاله، وإلى أولى ولاة الموحدين، معدن الفضل واليقين، رافع أعلام الشريعة والدين، وارث علوم الأنبياء والدين، المختص بعناية الملك المعين، وهو قاضى المدينة المنورة حاليا، مولانا أسعد-زيدت فضائله-والذى عهد إليه فى هذه المرة مهمة إدارة مبانى الحرم النبوى العالية، فليكن فى علمكم عندما يصل فرمانى بتوقيعى السلطانى الرفيع، قد مات عمر جمال موظف الأبنية العالية للحرم النبوى توأم الجنة ولزم تعيين من يناسب فى مكانه، وأنتم ذلك الشخص المناسب بما اتصف به من العفة والاستقامة والحكمة وبعد النظر وقد رئى تعيينك لوظيفة مأمورية الأبنية المباركة.
وبناء على ثقتى فيك واعتمادى على أمانتك قد صدر أمرى أن تظل فى المدينة المنورة حتى تكمل تعمير وتجديد الأبنية العالية بعد أن تنتهى مدة مهمتك الأولى، وعليك أن تعمل بموجب هذا الأمر وأن تكمل تعمير الأبنية العالية وتجديدها على هيئة تسعد روح النبى صلى الله عليه وسلم وهذا هو الغاية ألزم بها ذاتى السلطانى، وفى هذا الخصوص أن ترسلوا سريعا بموجب الكتابات التى أرسلت لكم من وزارة المالية
(١) إن هذا الشخص يعرف ب «اسكودارى» وقد أبلى بلاء حسنا فى تجديد الأبنية الشريفة.