للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حساب النفقات التى صرفت سواء أكان من قبل الموظفين المستقلين أو القائم مقامهم أو كلاهما وما استلموه مما أرسلت لهم الدولة، والاطلاع على هذه الحسابات المستقلة والدفاتر اللازمة الموضحة لتلك الحسابات، وأن يعامل المستخدمون من العمال بطريقة حسنة وأن يعطوا رواتبهم فى وقتها، وأن يعملوا بكل خضوع وخشوع وأن يلزموا جانب الأدب والتعظيم والتوقير، وأن يؤدوا صلاتى الظهر والعصر مع الجماعة وألا يلجئوا إلى طرق ملتوية للتنصل من العمل، وعليك ألا تهمل ما يجب إتمامه من الأعمال المهمة حتى لا يتعطل العمل، وأن تبذل كل جهدك بما عرف عنك من إخلاص فى العمل والحرص عليه، وأن تعنى بأداء مهام وظيفتك متفقا مع شيخ الحرم المشار إليه، وأن تحقق ما تنتظره منك ذاتى الملكية من المآثر العظيمة والفطانة، وأن تبذل أقصى طاقتك، وعندما تجزم بمضمون أمرى الشريف وأنت ذلك الشيخ المحترم للحرم الشريف عليك أن تنفذ إرادتى السنية الملكية ضاما جهودك مع الآخرين موحدين طاقاتكم وقد صدر أمرى هذا فليكن ذلك فى علمكم، اعتمدوا على علامتى الخاصة.

حرر فى اليوم الخامس عشر من شهر صفر الخير سنة ست وسبعين ومائتين وألف (١٢٧٦) هـ‍.

نريد أن نعقد هنا مقارنة فكرية بين الملوك العثمانيين وأسلافهم من الملوك من حيث نيتهم وأعمالهم متخذين ما أدوه من خدمات للحرمين الشريفين دليلا لذلك، وقد ثبت لدى نظر التاريخ أن أكثر من خدم الحرمين الشريفين هم: أمراء بنى أمية وخلفاء بغداد، وملوك الشراكسة، وإن كانت خدمات هؤلاء لا تقارن بالخدمات المشكورة التى أداها السلاطين العثمانيون محبو الخير والبر، لو لم تكن خدمات هؤلاء تنطوى على أغراض نفسيه لكانت خدماتهم أيضا موضع الشكر والثناء، ولكن لأشد الأسف ما أدوه من خدمات لم تساو شيئا لأنهم أخافوا أهل الحرمين وروعوهم، وربما يكونوا قد خدموا الحرمين رئاء الناس، وكان وليد بن عبد الملك أكثر بنى أمية خدمة لآثار الحرمين الجليلين، ولما كان فكره غير صائب ونيته غير خالصة فإن كل ما أنفقه من النقود فى هذا السبيل كانت لتحقير

<<  <  ج: ص:  >  >>