للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسجد قباء، إن قائد المجاهدين عليه سلام الله المعين عند ما شرف المدينة المنورة كان أسس مسجد قباء، إلا إذا كانت كلمة يوم فى قوله تعالى (من أول يوم) تعنى فى ابتداء تأسيسه قد طرح على أركان التقوى.

وإذا تمعنا فى النظر فى الاختلافات الواقعة نستطيع أن نوفق بينها قائلين: «إن تلك الآية نزلت فى حق مسجد المدينة وتشمل مسجد قباء أيضا»،وبما أن كلاهما قد أسسا على أركان التقوى نستطيع أن ندفع المنافاة والتعارض قائلين قد نزلت الآية الكريمة فى حق مسجد المدينة وكذلك فى حق مسجد قباء.

ومع هذا لو نظرنا لما يفيده الحديث الشريف (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) (حديث شريف) وبما أنه لا يجوز شد الرحال لغير مسجد المدينة والمسجد الحرام والمسجد الأقصى فيثبت أن تلك الآية قد نزلت فى حق مسجد المدينة.

ينقل أئمة الأحاديث عدة أحاديث أخرى كلها تؤيد الحديث السالف الذكر، ولكن ألفاظها تخالف بعضها بعضا إذ تقول الأحاديث المنقولة لاختيار السفر فى أرض الغبراء الساحرة بوجود ثلاثة مساجد «أحدها الكعبة والآخر مسجدى والثالث المسجد الأقصى» والآخر «المساجد التى تستحق السفر إليها مسجدى هذا والبيت العتيق» وأحدها «إن المساجد التى تشد الرحال لزيارتها مسجد إبراهيم ومسجد محمد (١) -عليه سلام الله الأحد».

لما كانت بعض هذه الأحاديث لا تشمل على المسجد الأقصى وبعضها مشهورة بضعف روايتها يلزم ألا يهتم بها.

إن الصلاة فى المسجد الذى أسس على التقوى فى المدينة يفضل ثواب الصلاة التى تؤدى فى المسجد الأقصى ألف مرة فمسجد السعادة خير من جميع المساجد ماعدا المسجد الحرام، لأن النبى صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء كما أن مسجد المدينة آخر مسجد لأنبياء.

[رواية]

أراد حضرة الأرقم-رضى الله عنه-أن يذهب إلى القدس الشريف لينال


(١) انظر: مجمع الزوائد ٣/ ٤ - ٤ باب قوله صلى الله عليه وسلم «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد .. ».

<<  <  ج: ص:  >  >>