للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فى ذكر المساجد النبوية التى بين الحرمين]

[إخطار]

ليس بخاف أن تلك المساجد تقع فى طريق النبى الذى سلكه من المدينة إلى مكة المكرمة. فهذا الطريق معروف باسم طريق الأنبياء وهذا الطريق يتفرع من الروحاء ومسجد غزالة ويتجه نحو قريتى خيف والصفراء ومن هناك يمر إلى مكة المكرمة. وإن كان هذا الطريق أقصر الطرق إلا أن قوافل الحجاج لا تسلك هذا الطريق منذ فترة وبظهور بعض الموانع ترك الحجاج السير فى ذلك الطريق الملئ بالفيض والبركة. والآن يمرون من شارع الروحاء ومضيق جديدة وأحيانا أخرى يمرون بالصفراء ومن محل قريب من ساحة معركة بدر الكبرى، ويقال لهذا الطريق السلطانى، والذين يسلكون الطريق السلطانى يحرمون من زيارة المساجد التى سيأتى ذكرها إلا أنه فى السنين الآمنة تسلك الحجاج الطريق الذى فيه المساجد المذكورة، وغرضنا هو أن نذكر ونبين المساجد النبوية المأثورة وبيان المواقع التى صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وبهذا نكون قد خدمنا العالم الإسلامى؛ فإذا ما ذكرنا وعرفنا طريق الحرمين فقط‍ فلا نكون قد تبركنا بذكر المساجد النبوية وهذا ما نقصد إليه. ومع ذلك ستعرف طرق القوافل التى يسلكها الحجاج فى ذهابهم وإيابهم إلى الحرمين فى صورة خاصة. انتهى.

[١ - مسجد الشجرة]

اسم هذا المسجد الآخر مسجد ذى الخليفة ويقع فى ميقات المدينة المنورة وبجانب شجرة يطلق عليها سمرة من جيش (١) أمّ غيلان، وكان النبى صلى الله عليه وسلم كلما حج أو اعتمر يصلى تحت هذه الشجرة ثم يلبى حيث الجمال ويقضى ليله فى ذلك المكان؛ ومبانى هذا المسجد المقدس كبيرة جدا وله بعض العقود فى جهته


(١) الجيش: نبات له قضبان طوال خضر. اللسان (جيش) وأم غيلان: شجر السّمر. اللسان (غيل).

<<  <  ج: ص:  >  >>