قال سلطان الشعراء العثمانيين مولانا عبد الباقى وهو يبين كيف تم تجديد بناء كعبة الله على يد الحجاج الظالم فى السنة الرابعة والسبعين الهجرية:(لم يعط مسوغ لتجديد كعبة الله بعد الحجاج حتى لا تكون كعبة الله ملعبة فى يد الملوك.
إلا أنه كان يجب تطهير الكعبة التى هى قبلة المسلمين والمطاف الذى يجب طوافه على القادرين من المسلمين - وكان يلزم إضافة تجديد كعبة الله إلى هذا السفاك غير المنصف. وخاصة أن تجديد بناء الكعبة لم يعد بيد ابن الزبير وإن خدمة هدمها وتجديدها سيكون من نصيب أحد الملوك العظام من المسلمين.
وإننى أرجو من الله أن يفوز بهذه الخدمة أحد سلاطين الدولة العثمانية).
وقد أصاب دعاء مولانا المشار إليه هدفه واستجيب دعاؤه وقد نال هذا الشرف العظيم السلطان مراد خان الرابع بينما كان باقى أفندى يتمنى رؤية تجديد البيت الشمالى فقط. قد وفق ذلك السلطان العظيم فى تجديد جدران كعبة الله الأربعة.
[الخاتمة]
إن ما قام به رضوان أغا من أجل تجديد الأبنية المفخمة للبيت الشريف من خدمات وما بذله من سعى مخلص ومن جهد جهيد وحسن معاملته أهل كعبة الله المحترمين ومجاملتهم ومداراة عيوبهم كل هذا يدل على استحقاقه الثناء والشكر وأن يذكرونه دائما بالخير.
يقول سهيل أفندى صاحب المضبطة الذى كان يقوم بمراقبة الشئون المالية فى نفس الوقت الذى كان رضوان أغا قائما بتجديد أبنية كعبة الله: «إذا كان المسئول المكلف بتجديد الكعبة غير رضوان أغا لكان أشراف مكة وطائفة النجارين كسبوا مقدار مائتى ألف قطعة ذهبية من عمليات بناء وتجديد الكعبة الشريفة وعين عرفات - هذا ما اعترفوا به لصاحب المضبطة - إلا أن رضوان أغا استطاع بكياسته أن يسكت الذين فتحوا أفواههم بالكلام بإعطائهم شيئا قليلا، كما أخجل الأشراف بحسن معاملتهم، وهكذا جعلهم كلهم يشاركونه فى رأيه ويعينونه فى إنهاء الأمور الصعبة، وكان يقول لهم: سوف أحصل لكم فى نهاية هذا العمل