القناديل التى وضعت فى بيته لحفظها، وكان عشرون منها من ذهب وكان أحدها مرصعا باللآلئ وكان ثلاثون منها من فضة، وسلموها جميعا إلى حامل مفاتيح البيت محمد شيبى أفندى، وقد تأكد مرافقو رضوان أغا أمام جميع الناس من صحة ما قيد فى الدفاتر من القناديل، ثم استقدموا رئيس الوقادين ليعلقها فى أماكن مناسبة.
وبعد ذلك بيومين فى التاسع عشر من ذى القعدة وضعوا لوحة التاريخ المذهبة السابقة الذكر فى مكان مقابل الباب الشرقى وثبتوا أطرافها.
وفى يوم السبت العشرين من ذى القعدة فتحوا باب بيت الله وغسلوه بزمزم ومسحوه بالإسفنج وبخروه بأنواع الطيب وذبحوا القرابين ووزعوا لحمها لفقراء مكة.
وفى يوم الاثنين الحادى والعشرين من ذى القعدة تم جلى الأحجار، وفى يوم الخميس الخامس والعشرين من ذى القعدة أنزلوا ستارة بيت الله ونظفوا الجدار الذى فيه باب الكعبة وجميع جدران الناحية الجنوبية.
وفى غرّة ذى الحجة أصلحوا ما حول الحجر الأسود وغطوا الشقوق وطلوا أطراف الحجر الأسود باللون الأسود وهكذا أتموا عمليات أبنية المسجد الحرام.
دعا رضوان أغا الأكابر والأشراف والأعاظم والسادات والعلماء والفقهاء من مكة المكرمة فى اليوم الذى انتهى فيه من تجديد البيت، وعرض عليهم العمارة الجيدة لكعبة الله وجعلهم يعجبون برصانة ما تم عمله فى البيت الحرام وسطحه والمسجد الحرام فى داخله وخارجه مما أدخل الفرح والابتهاج فى قلوب الناس فانشرحت صدورهم فدعوا للسلطان بطول العمر له ولدولته.
بعد ما شاهد المدعوون بيت الله أخذوا يتلون القرآن الكريم وختموه عارضين شكرهم. لله كما دعوا لقاضى الحاجات بدوام القوة والعزة للدولة.
كما ألبس الشريف عبد الله خلعا غالية لرؤساء العمال الذين عملوا فى البناء وذلك ليظهر مدى ابتهاجه بما تم عمله ولم ينس رضوان أغا إذ ألبسه خلعة مفخمة تليق بمكانته.