من الأقسام العظيمة لجزيرة العرب حضرموت. وهذه القطعة تقع، كما سبق بيانه أعلاه، فى الجانب الجنوبى من الجزيرة العربية وبين اليمن والقطعة اليمانية، ومن درجة ثلاث عشرة إلى سبع عشرة درجة لخط العرض الشمالى، وثلاث وأربعين درجة إلى أربع وخمسين درجة فى الخط الطولى الشرقى، ويحدها من الجانب الغربى قطعة اليمن، ومن جانبها الشرقى قطعة عمان، ومن جانبها الشمالى (الأحقاف)،وجانبها الجنوبى بحر عمان، ومن مدنها الساحلية المشهورة مكلا، وشمر، وظفار، ومرباط،وحاسك.
وظلت قطعة حضرموت فترة فى يد الأئمة الزيدية المقيمين بصنعاء كما ظلت من سنة تسعمائة إلى سنة ألف ومائة فى يد أسرة كثيرى من أعيان حضرموت، وبعد ذلك استولى النواب الذين عينوا من قبل آل كثير من قبيلة يافع على البلد الذى يحكمه؛ وذلك لإصابة قوة إدارة آل كثير بالضعف والوهن. وفى فترة ما سافر شخص من آل كثير يسمى الأمير غالب إلى الهند ثم عاد وقد كسب كثيرا من الذهب، واشترى عددا كثيرا من العبيد ثم هجم مع من استطاع أن يجمع من أفراد قبيلته فى سنة ألف ومائتين وستين على بلده تريم، غرف، ومريمة، وسيوون، وتريس، واستولى عليها ومات سنة ألف ومائتين وسبع وثمانين.
وبعد موت الأمير غالب جلس مكان أبيه ابنه منصور، واستولى هذا أيضا على أماكن كثيرة، ولكنه لم يستطع أن يستولى على قطعة حضرموت كلها.
فانقسمت قطعة حضرموت إلى الحكومات الآتية:
[مكلا]
تقع مدينة مكلا-كما ذكر آنفا-على شاطئ البحر فى قطعة حضرموت، وعلى بعد اثنتى عشرة مرحلة بالجانب الشرقى من مدينة عدن برا وهى مدينة كبيرة جميلة. ويقدر سكان مكلا عامة بأربعين ألف نسمة تقريبا.