للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلافة الخطير إلى السلطان سليم خان، وابتداء من هذا التاريخ أطلق على سلاطين آل عثمان العدول لقب الخليفة.

[تعريف مراتب وألقاب الخلافة والسلطنة والمملكة بالإجمال]

الخلافة فريضة دينية خطيرة وأمر شرعى واجب، تقوم برعاية أعمال المسلمين الدينية والدنيوية وتسوية احتياجاتهم المادية والمعنوية. والخلافة منحصرة فى الأشخاص الذين بويعوا بإجماع الأمة بعد الأنبياء العظام-على رسولنا وعليهم الصلاة والسلام-.وبما أن الخلافة رئاسة عليا وجامعة لأمور الدين والدنيا فهى أعلى المناصب وأعظمها التى يختص بها الملوك والسلاطين.

قد أطلق على الصديق الأكبر-رضى الله عنه-خليفة رسول الله، كما أطلق على الفاروق الأعظم-رضى الله عنه-خليفة خليفة رسول الله، ثم أطلق عليه أمير المؤمنين (١) تخلصا من تتابع الإضافات الثقيلة.

إن الصحابى الجليل أبو موسى الأشعر هو أول من خاطب الفاروق عمر بلقب أمير المؤمنين: أو مغيرة بن شعبة أو عمرو بن العاص (٢).

إن الخلفاء العباسيين الذين تولوا عرش الخلافة فى بغداد جنة الخلد قد اتخذوا ألقابا مثل المنصور والمهدى والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والمعتز والمعتضد والمتقدر، وكان غرضهم من ذلك تقليد الصحابة الكرام الذين لقبوا بالصديق والفاروق والمرتضى، كما أريد به ألا يذكروا بين الناس بأسمائهم كثيرا.


(١) كان أحد الرسل المبشرين بالنصر سببا فى إطلاق لقب أمير المؤمنين على عمر بن الخطاب؛ إذ بعث إليه أحد قواده بعد انتصاره فى إحدى المعارك رسولا يبشره بالنصر، ويعرض عليه الأمور فلما جاء الرسول أخذ يسأل الناس قائلا: أين أمير المؤمنين فاستحسن الصحابة الكرام هذا اللقب وأخذوا يخاطبون به الخليفة.
(٢) يروى أن هذا اللقب قد أعطى لعبد الله بن جحش المجدع بالله من قبل رسول الله-صلى الله عليه وسلم-حينما بعثه إلى مكان معين فى مهمة خاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>