كما اتخذ العبيديون والموحدون وخلفاء بنى أمية الذين حكموا فى الأندلس ألقابا خاصة مقلدين خلفاء بنى عباس، إلا أن هذه الألقاب قد دعت الناس للنفرة منهم كما تبين ذلك هذه الأبيات التى أنشدها ابن رشيق القيروانى:
ومما يزهدنى فى أرض أندلس ... أسماء معتضد فيها ومعتمد
ألقاب مملكة فى غير موضعها ... كالمهر يحكى انتفاضا صولة الأسد
بما أن الخلفاء العباسيين من السلالة الطاهرة القرشية فصحة خلافتهم محققة، كما أن الخلفاء العثمانيين-أيدهم الله تعالى-بالتأييدات الربانية يسيرون وفق سيرة الخلفاء الراشدين الحسنة، وبما أن كل همهم المحافظة على الأحكام الشرعية وينتمون إلى أهل السنة فهم أحق من جميع الملوك الآخرين بالاتصاف بلقب الخليفة.
السلطان: لقب أقل رتبة من الخلافة الجليلة وله معنيان: لغوىّ، واصطلاحّى.
فمعناه اللغوى: تسوية الأمور المتعلقة بالخلافة والحكم بصورة الاستبداد.
وأما معناه الاصطلاحى: فأن يصبح الإنسان صاحب ملك أو إدارة أمور الدولة بقطع النظر عن الخلافة.
وعلى هذا التقدير يصح أن يطلق على الخليفة سلطانا ولكن ليس كل سلطان خليفة.
قد أطلق لقب السلطان على جعفر بن يحيى البرمكى وإشنان التركى وكان خلفاء الدولة العباسية وملوك الفرنجة والأيوبيون يطلقون على الأمراء والملوك الذين يعينونهم لقب السلطان. كما كانوا يطلقون عليهم ألقابا خاصة مثل: أمين الدولة، أمير المسلمين، أمين الملة.
يجب على من يريد أن يكون سلطانا أن يكون تحت تصرفه وإدارته إقليم كبير، والملك-لقب أقل درجة وأدنى من السلطان،