وكان من القواعد القديمة المقررة إرسال رسالة سلطانية مع قافلة الشام تخاطب أمير إمارة مكة المعظمة، وقد حصلنا على صورة من الرسالة التى دبجها والد السلطان كثير المحامد جعل الله مسواه الجنة السلطان عبد المجيد خان قبل خمسة وثلاثين عاما إلى سنى المناقب الشريف محمد بن عون (١). لذا رأينا أن نسطر تلك الرسالة المفعمة باللفتة السلطانية الكريمة وندرجها فى هذا المكان.
[صورة الرسالة السلطانية]
إلى صاحب الإمارة مكتسب السعادة المنتسب للسيادة ذى النسب الطاهر والحسب الظاهر، مستجمع جميع المعالى والمفاخر كابرا عن كابر، جمال السلالة الهاشمية فرع الشجرة الزكية النبوية، طراز العصابة العلوية، المصطفوية زبدة آل الرسول وقرة عين الزهراء البتول، المحفوف بصنوف عواطف خالق الكون الشريف (محمد بن على) دام سعده.
إذا ما وصلت رسالتنا السلطانية إليكم ليكن معلوما لديكم، بما لكم من نقاء جوهركم العدنانى، وصفاء طوية الفطرة القحطانية، منذ أن كان لكم فى مقام السيادة قعود، وإلى إمارة مكة صعود بذلتم الجهد فى خدمة الحرمين الشريفين وسعيتم فى رخاء أهلهما والمجاورين لهما، وحققتم لهم كلهم فراغ البال وجعلتم بها الأمر الأهم وأقمتم فى بلاد الحجاز دعائم النظام ووطدتم الأمن لقوافل الحجاج القادمين من كل فج عميق، وحققتم الطمأنينة للتجارة وأبناء السبيل، ومهدتم لهم مهاد الراحة وسعيتم فى رعايتهم فى ذهابهم وعودتهم، بإلهام من وفدنا السلطانى، والمأمول أن تستمروا فى بذل الهمة وفى إنجاز جميع المهام وحسب رغبتنا السلطانية ولكل هذا جعلتم شمس مقامنا تشرق من جديد، وبذلك زركشتم ثياب مناقبكم وزينتموها، فأهدينا إليكم قباء أخضر يشد على عروتيه زران محليان بالماس، وهذه الرسالة السلطانية تحيطكم علما بذلك، وقد أرسلت مع رئيس كتاب ديواننا السلطانى حافظ أحمد، فعليكم أن تلبسوا هذه
(١) إنه والد الشريف عون الرفيق باشا أمير مكة المعظمة الحالى.