وأول تحية عربان العرب لضيفهم أن يقدموا لهم ثلاثة فناجين قهوة متتالية، ولكن بن هذه القهوة لا بد أن ينضج بعد ورود الضيف ويطحن فى المطحنة ويسوى فى إبريق من الفخار يطلق عليه «جبه نه» وألا تكون القهوة زائدة عن حاجة الضيف وأن يكون فى فم جبه نه ليف.
[إضافة]
ومن عادات قرى الأناضول تسوية القهوة فى الفرن بهذه الصورة. فإذا سمع أحد القرويين فى الأناضول أن ضيفا وصل إلى غرفة الضيافة يأخذ شيئا من البن النيئ ويسرع بإعطاء البن لصاحب المقهى الذى يحمص البن ثم يسويه ويقدمه للضيف وبعد ذلك يخاطب صاحب القهوة الضيف ويطيب خاطره قائلا:
«مرحبا».
إلا أن بعض القادرين يقدمون للضيف قبل القهوة تمرا أو زبدة وبعد الماء اللبن الرائب وبعد ذلك يقدم قهوته ثم يسأل عن أحواله وصحته، وهكذا يقوم بمراسم الضيافة ثم يحضر ما جهزه من الطعام، ويبتدر راجيا أن يأكل الطعام قائلا:
(حياك الله على موجودنا) وكأنه يعتذر عن قلة طعامه.
وليس من عادات العرب أن يتناول المضيف الطعام مع الضيف، لذا فهو ينسحب إلى ركن وإذا كان فى الحجرة بعض الأشخاص يتناولون الطعام مع الضيف.
وإذا كان الطعام الذى قدم خروفا أو حملا، قسمه الضيف ثلاثة أرباع أمامه؛ وربعا يرسله إلى أهل البيت عن طريق أحد الموجودين، ويأكل من كل أعضاء الخروف ما عدا رأسه وذلك لأهل صاحب البيت ويبدأ فى تناول الطعام مسميا باسم الله.
وبعد الانتهاء من تناول الطعام يخاطب أحد الحاضرين صاحب الطعام قائلا:
«يا مضيفنا أنعم الله عليك» وعندئذ. يتقرب صاحب البيت من الضيف ويقول