للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشأن فى حسن طويته ويجعلونه يمد يده داخل الجراب، ويخرج السهام واحدا واحدا وينظرون على المسطور فوق السهام وينطقون ببعض الكلمات يبينون إذا ما كان فعل هذا الأمر خيرا فيمضون فى فعله أو شرا يمتنعون عنه.

ومن جملة شروط‍ إجراء القرعة أن يلف الرجل الذى يدخل يده فى الجراب قطعة من الجلد المدبوغ الناعم حول يده تسمى ريانة والغرض من هذا ألا يحس الرجل بعلامة ما على السهم فيخرجه ويجامل الأشخاص الذين يحبهم ويخرج لهم ما يريدون من السهام.

وكانت مهمة الرجل الذى يقوم بإجراء القرعة بالأزلام مهمة رسمية يقوم بحل الخلافات التى تحدث بين الحكومة والقبائل، ويفصل بينهما بينما يقوم الآخر بالفصل فى الخلافات التى تحصل بين الأفراد بعضهم بعضا ومن هنا كان يختلف كل منهما عن الآخر.

وذهب بعض المؤرخين فيما نقلوه من روايات، أن الاستقسام بالأزلام هو إنه عند ما يهم إنسان بالقيام بعمل مهم يأخذ معه ثلاثة سهام أو سبعة منها ويضعها فوق الحجارة التى نصبت حول المسجد الحرام والتى يقال لها نصب (١) ويستمد من هذه الحجارة المعونة فى تحقق تلك الأعمال، ويذبحون لها قرابين طلبا لرضاها.

[لعب القمار فى الجاهلية]

كان الناس فى الجاهلية يلعبون القمار بضم وجمع عشرة سهام واسم هذه اللعبة «ميسر» وهذا بناء على تدقيق علماء التفسير العظام-رحمهم الله العلى- وأخبارهم، وإطلاق لفظ‍ ميسر لهذه اللعبة، لأنه يمكن كسب المال بيسر وسهولة فيها.

وكان يجتمع عدة من أغنياء الجاهلية ويشترون بالدين كثيرا من الجمال على أن تدفع أثمانها فيما بعد ويذبحون هذه الإبل ويقسمون لحومها ثمانية وعشرين جزءا


(١) ومن الروايات الموثوقة أن هذه النصب كانت أصناما وكان عندها ثلاثمائة وستين قطعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>