وبعد ما يذبح الحيوانات التى جلبها معه ويوزعها على الفقراء ثم يشير بإجراء القرعة، وهذه من جملة شروط القرعة ومن هنا كان على الذين يريدون إجراء القرعة أن يوفروا مقدارا من النقود، وأن يعدوا بعض الحيوانات ليقدموها لخادم هبل الذى يذبح الحيوانات ويوزع لحمها للفقراء، ثم يأمر بإجراء القرعة وكانوا يعملون بما جاء فى القرعة.
ولا يقتصر مكان إجراء القرعة على هبل بل يجوز لأى واحد من أهل الجاهلية إجراء القرعة فى أى مكان كان، وهذا نوع من أنواع قراءة الطالع، وكانت هذه القرعة تتم-أيضا-باستقسام الأزلام وقطع الخشب سالفة الذكر.
وكان يطلق سواء على قطع الخشب التى بجانب هبل أو قطع الخشب التى فى حوزة الناس أزلام-أقلام-أقداح. وإذا ما ترجمناها إلى اللغة التركية فمعناها سهام، إن الأخشاب التى يستعملها قارئ الطالع ثلاث قطع كتب على أحدها «أمرنى ربى» وعلى الثانية «نهانى ربى» وترك الثالث بدون كتابة أو إشارة. وكان قارئ الطالع فى الجاهلية يباشر عمله؛ ليبين للذين يلجأون إليه طالبين حكم الأزلام فيما يقدمون عليه من عمل، فيقوم بخلط الأسهم الثلاثة ثم يضعها فى جراب ويختار أحد الأشخاص الذين يثق فيه أصحاب الشأن، ويطلب منه أن يدخل يده فى الجراب ويخرج السهام واحدا تلو الآخر، ويقرأ ما كتب عليها ويبين حكم القرعة.
وكان لا بد أن يعتقد أهل الجاهلية إذا أصابت القرعة كلمة «أمرنى ربى» أن هذا العمل خير وإذا أصابت القرعة السهم الذى يكتب عليه «نهانى ربى» أن هذا الفعل شر، وإذا أصابت القرعة السهم الخالى من الكتابة كانت إعادة إجراء القرعة بعد مرور سنة من الضرورات الدينية.
وبناء على هذا فالذين يريدون القيام بعمل ما ويريدون أن يعرفوا وجه الخير أو الشر فى هذا العمل، يلجأون إلى قراءة الطالع ويجرون القرعة بثلاثة أسهم يضعونها فى جراب بعد أن يخلطوها، ثم يكلفون أحد الذين يثق بهم صاحب