إلى القرية المنسوبة إلى قبيلة جهينة خيامهم حول هذا المسجد حيث أقاموا لفترة طويلة، ظل مسجد «بلى» اسما آخر لهذا المسجد قد شرف النبى صلى الله عليه وسلم قرية جهينة على دعوة أبى مريم الجهينى وخط حول ساحة المسجد الذى سبق تعريفه خطا وطلب منهم أن يصلوا فى داخله. وأسرع أفراد هاتين القبيلتين ببناء مسجد فوق الخط الذى خطه النبى صلى الله عليه وسلم حيث أدوا صلواتهم. وقد خرب فيما بعد مسجد جهينة ولم لا موقعه ولا خرابته.
[٥ - المسجد الخامس مسجد بيوت المطر]
يقع فى الجهة الغربية للطريق المقابل للجهة القبلية لثنية عثعث.
وكان أفراد قبيلة بنى غفار يؤدون الصلاة فى ساحة هذا المسجد.
وقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى فى هذا المسجد إلا أن أبنيته تهدمت بمرور الزمن ولم تجدد ولم يبق أحد فى زماننا يعرف أساس أطلاله.
[٦ - السادس مسجد بنى زريق]
بنى زريق اسم قبيلة ينتهى نسبها إلى الخزرج بن ثعلبة، وهذا المسجد المنسوب إلى تلك الجماعة فى ثنية الوداع التى تبعد عن سور المدينة مقدار ميل واحد، ولا يستطيع أحد أن يعين موضعه فى يومنا الحاضر. وروى المؤرخون أن شمس الدين محمد بن أحمد السلاوى بنى فى سنة ٨٥٠ هـ مسجدين، أحدهما مسجد بنى زريق إلا أنهم ترددوا فى تعيين وتحديد واحد منها على أنه مسجد زريق.
ولقد التقى رافع بن مالك الزرقى (١) فى عقبة جبل ثبير بمكة المكرمة مع النبى صلى الله عليه وسلم وتعلم منه عدة آيات كريمة ثم عاد إلى المدينة وجمع قومه فى ساحة مسجد بنى زريق وتلى ما تلقاه عن النبى صلى الله عليه وسلم من الآيات الكريمة، وبذلك تلى القرآن الكريم فى المدينة المنورة أول ما تلى فى هذا المسجد.
(١) أحد النقباء الذين بايعوا النبى صلى الله عليه وسلم بالعقبة، وأول من قدم المدينة بسورة يوسف. لما لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة وبايعه أعطاه ما أنزل عليه من القرآن فى العشر السنين التى خلت فقدم به المدينة وجمع قومه فقرأ عليهم فى موضعه. انظر: الأصابة ١٨٩/ ٢ - ١٩٠.