ليحفظنا الله جميعا من شره إذا لدغ هذا العنكبوت إنسانا ما، فإذا لم يتم كى المكان الملدوغ على الفور وبشكل جيد فمن المستحيل أن ينجو هذا الإنسان، وهذا لأن سمه قاتل فتاك لدرجة كافية انتهى.
ويقضى العنكبوت المذكور نهاره مختبئا بين الصخور وفى الليل يزحف حيث الضوء فعند ما يرى الضوء فى أن مكان ليلا ومهما كان الزحام يهاجم فريسته دون تردد. وبناء عليه فعلى من يحل فى أى بقعة من الأراضى المقدسة واضطر لإيقاد النار ليلا يجب عليه الجلوس بعيدا عن النار. ولا سيما من يوقد نارا أو يشعل سراجا أو شمعة فى وادى فاطمة فعليه أن يحرص أن يكون بعيدا عن مصدر الضوء. ورغم أن هذه الحشرة هى نفس الحشرة الموجودة فى الأراضى العثمانية حيث يسمونها «بوى»،فحشرة الأراضى الحجازية لحكمة ما ذات سم أكثر وأفتك ويكثر في وادى فاطمة خاصة. لذا يجب على الذين يعيشون فى هذه المنطقة أو ينزلون إليها أن يحذروا هذه الحشرة كثيرا.
[درجات الحرارة]
بما أن مدينة «مكة المعظمة» تقع فى مكان منخفض وتحيط بها سلاسل الجبال كما سبق أن بيناه، فهى شديدة الحرارة بالنسبة للأماكن ذات المناخ المعتدل التى ذكرناها وتستمر شدة حرارتها ستة أشهر أو سبعة متواصلة، وتشتد حرارتها خلال أربعة أشهر ويطرد تأثيرها من ساعة إلى أخرى.
درجة الحرارة فيها بميزان (زومبورك) فى شهر يونيو ٢٩ درجة وفى يوليو ٢٩ درجة وفى أغسطس ٣٠ درجة وتصل درجة الحرارة فى أشد أيام شهر أغسطس حرارة إلى ٣٦،٣٥ درجة ولكنها لا تستمر طويلا وتهبط إلى ٣٢ و ٣٣ درجة، وتظل لفترة ما حول هذا المعدل. وبعد هذه الشهور تأخذ درجة الحرارة فى الهبوط من يوم إلى آخر إلى أن تصل درجة الحرارة فى سبتمبر إلى ٢٨ درجة وفى أكتوبر إلى ٢٥ درجة.