للأسطوانتين وبما أن باب دار سعادة السيدة فاطمة-رضى الله عنها-كان بجانب أسطوانة مربعة القبر الجليل كان النبى صلى الله عليه وسلم يفتح باب الدار المشار إليها كل صباح ويورد بالآية الجليلة.
٣٣).وعلى قول يقول ملاطفا كريمته المحترمة الصلاة الصلاة ويلمح أن الوقت قد حان لإيقاظ الحسنين لأداء الصلاة.
قال العلامة ابن سليمان يجب ألا ينسى أداء الصلاة فى هذا المكان؛ لأن باب دار السيدة فاطمة كان هنا، هذا ما قاله لى مسلم.
وبما أن أسطوانة مربعة القبر الجليل والأسطوانة غير المسماة سالفة الذكر قد أدخلتا داخل الحجرة المعطرة لا يستطيع الزوار الكرام أن يتنعموا بزيارة هاتين الأسطوانتين ومحراب فاطمة والأسطوانة التى تحمل هذا المحراب وبما أن ذلك المكان المذكور يحاذى قبر السعادة لا يستطيعون حتى أداء الصلاة فيه.
وكان علماء الأسلاف قد اعترضوا على عمل الشبكة التى تحيط بحجرة السعادة كما اعترضوا على غلق الأبواب التى تفتح لهذه الشبكة وسدها حين صنعها ولكن اعتراضهم لم يفد شيئا.
[٨ - أسطوانة التهجد]
بما أن إمام المجتهدين-عليه السلام-قد اعتاد أداء صلاة التهجد بجانب هذه الأسطوانة اشتهرت بأسطوانة التهجد.
كان سيد الأبرار بعد أداء صلاة العشاء وانصراف الأصحاب الكرام إلى منازلهم يفرش بجانب أسطوانة التهجد قطعة من الحصير ويداوم على أداء صلاة الليل، وكان ينصب فى هذا المكان خيمة من الحصير ويعتكف فيه فى الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، وقد أطلع على هذا الأمر المدققون من الأصحاب فأخذوا يؤدون صلاة الليل مقتدين بالنبى والذين رأوهم فعلوا مثلهم فزاد عدد المصلين صلاة الليل مع مرور الأيام ورفع سيد الواقفين على أسرار الحكمة صلى الله عليه وسلم حصيرته فى ليلة من الليالى ودخل إلى حجرته، وقال لأصحابه الكرام الذين