الرسول صلى الله عليه وسلم فى أول هجرته دار كلثوم بن هدم وصحب معه أبا بكر الصديق واستضافه فى ذلك المنزل اللطيف ومن هنا يعد من الآثار المباركة والمنازل المقدسة.
وقد اتخذت هذه الدار المباركة مؤخرا مسجدا والمسجد اللطيف الذى يعرف فى أيامنا باسم مسجد فاطمة قد أقيم فوق ساحة منزل ابن هدم.
[مسجد ضرار]
كان الذين بنوه اثنى عشر رجلا: خذام بن خالد من بنى عبد بن زيد أحد بنى عمرو بن عوف ومن داره أخرج مسجد الشقاق، وثعلبة بن حاطب من بنى عبيد وموالى بنى أمية بن زيد، ومعتب بن قشير من بنى ضبيعة بن زيد، وأبو حبيبة بن الأزعر من بنى ضبيعة بن زيد، وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف من بنى عمرو بن عوف، وحارثة بن عامر، وابناه مجمع بن حارثة وزيد بن حارثة، ونبتل بن الحارث، وهم من بنى ضبيعة، وبجاد بن عمران وهو من بنى ضبيعة، ووديعة بن ثابت، وموالى بنى أمية رهط أبى لبابة بن عبد المنذر.
كان أبو عامر من أفراد قبيلة الخزرج، وكان ملما بعلوم التوراة والإنجيل وكان يمارس تعليماتهما وكان سالكا بطريقة الزهد والعبادة وكان منهمكا باستحصال الرياسة العلمية وقد اختار قبل البعثة طقوس النصرانية وكان يكتسى الملابس القديمة ومن هنا اكتسب لقب الراهب. وكان قد اطلع على أوصاف النبى صلى الله عليه وسلم بالاستماع إلى علماء الإنس والجن وكان يصفه لأهالى أرض يثرب قبل الهجرة ويعدد المنافع الدنيوية والأخروية فى اتباعه ويرغب أهل المدينة فى تصديق النبوة المحمدية ويشوقهم إلى ذلك.
وعندما أبهج النبى صلى الله عليه وسلم بقدومه الميمون المدينة وأصبح مغتبطا من أهل الأرض والسماء وأخذ أهل المدينة وأطرافها يبدون للنبى صلى الله عليه وسلم علامات الميل والركون ملأ هذا قلب أبى عامر القاسى بالحزن والحقد، وأخذ يسعى لمنع أهل الإيمان عن متابعة باعث المغفرة ويبعدهم عنه بنشر ترهاته التى تقول: إن الشخص الذى