مصطفى أفندى عشقى من المجاورين فى المدينة جدده فى سنة ١٢٦٦ هـ ووفق فى إحيائه، وجدده مؤخرا السلطان عبد المجيد فى صورة لائقة فطول أبنيته وعرضها أحد عشر ذراعا.
وخلف الجدار القبلى للمسجد بستانان مشهوران ومعموران وهما الأشرية وسايور وبجانبهما قرية وحصن وأطلال بيدر عظيم.
[٣ - الثالث مسجد بنى قريظة]
مسجد بنى قريظة أمام باب حديقة النخيل والمعروفة بالحاجزة فى تلال قرية بنى قريظة من جهة الشرق، وجهاته الأربعة أربعة وأربعون ذراعا وعلى جوانبه آثار أطلال منازل بنى قريظة.
بنى ذلك المسجد الشريف الوليد بن عبد الملك وضم إليه ساحة منزل إحدى نساء بنى خضر، لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان قد صلى فى ذلك المنزل. وساحة هذا المنزل الآن بجانب مئذنة ذلك المسجد الحالية.
كان الأصحاب الكرام قد استقبلوا سعد بن معاذ فى غزوة بنى قريظة فى ساحة ذلك المنزل. يعنى أن الأصحاب الكرام من قبيلة الأوس استقبلوا سعد بن معاذ الذى ترك لرأيه اختيار الجزاء اللائق ليهود بنى قريظة وقالوا له:«يا سعد! إن النبى صلى الله عليه وسلم قد أحال لك تحديد الجزاء الذى يستحقه يهود بنى قريظة وبما أن لنا مع هذه القبيلة حقوق ومعرفة قديمة نرجو منك ألا تضيع هذه الحقوق والمعرفة».كان قديما لمسجد بنى قريظة ١٦ عمودا ومئذنة واحدة مثل مسجد قباء. وفيما بعد انهارت مئذنته وأعمدته وجدران أطرافه واندرست، وظلت قاعدة مئذنته فى الركن الغربى الشمالى من خرابته، فأحاطوه فى سنة ٧٢٠ هـ بجدار. وقد جدد ذلك الجدار شاهين الشجاعى سنة ٨٩٣ هـ وأسس على قاعدة مئذنته صفة جيدة وهكذا عاد المسجد إلى حالته القديمة، وطول مسجد بنى قريظة وعرضه أربعة وأربعون ذراعا، ولما كان خاليا من السقف فالذين يصلون فى داخله يكونون غير مصونين من حرارة الشمس.