قد أحسن واهب النعم-سبحانه وتعالى-بإتمام كتابى المنقسم إلى ثلاثة مجلدات والمسمى «مرآة الحرمين» وقرت به من أهل الإخلاص والصفا كل عين، وقد وفق الله فجاء أكمل من أكثر التواريخ التى صنفت بشأن البلدتين المباركتين على أنه نظم ما فى البلدتين من المآثر وذكر ما لها من المفاخر. وجمع ما يحتاج إليه القارئ من أخبار تلك الديار الزكية فى الإسلام والجاهلية، وأتى بفضل الله بغوامض وأسرار تاريخية جليلة حافلة بغرر الفوائد الجميلة ولم يجتمع كل ذلك فى كتب أخر وما ذلك إلا بعناية روح سيد البشر وصاحب التاج والمغفور له عليه صلوات الله وأكمل تسليمات الله وبنفحة آله الطاهرين وأصحابه المرضيين وقد ساعد على جمعه وترتيبه وطبعه والانتهاء من تأليفه فى زمن سيدنا ومولانا الخليفة المعظم ظل الله فى العالم، حضرة أمير المؤمنين وناصر كلمة الحق والدين الملك المنصور المعان إمامنا الغازى السلطان عبد الحميد خان نصره الرحمن.
وإنه أيد الله شوكته وصان دولته، نشط الهمم بالتفاته للعلوم وأصحابها والمعارف وأربابها، وتباهت أيامه على الأيام السالفة بوجوده الكريم، وافتخرت على الأعصار الخالية بتموج بحر إحسانه العميم، فعلى هذه التوفيقات الصمدانية، منا فى كل آن، الشكر لله وعلى هذه النعم الجمة الربانية، فى كل طرفة عين الحمد لله.
اللهم إنى أسألك بحرمة القرآن القديم، والذكر الحكيم وبحبك لنبيك الكريم، أن تجعلنا من خاصة أهل التوحيد، واكتبنا فى ديوان عبيدك الذين أطلقتهم من وهدة التقييد، وأثبتنا فى دفاتر الصديقين، واحشرنا مع عبادك الصالحين، تحت لواء نبيك سيد المخلوقين وإمام المرسلين «عليه أفضل الصلوات وأشرف التسليمات» وألزمنا بسلك الفقراء والأولياء الأبطال، ووفقنا للتخلق بأخلاقهم الشريفة فى جميع الأفعال والأقوال، واختم لنا بالصالحات وأمتنا عند ختام الأجل على الإيمان الكامل يا مجيب الدعوات، وصل وسلم على نبيك وسيد رسلك وحبيبك سيدنا ونبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وآل كل وصحب كل أجمعين والحمد لله رب العالمين.