حينما أسس إبراهيم - عليه السلام - كعبة الله لم يكن حولها منازل ولا بيوت ولا حوانيت، كما أن طوائف العمالقة والجراهمة وأقوام خزاعة لم يرغبوا فى بناء المساكن حول الكعبة، ولكن (قصى) بن كلاب حينما استولى على تدبير أمور بيت الله، وأصبح واليا على المدينة الشهيرة، وأخذ مفتاح كعبة الله فى يده القوية. وتولى على عاتقه تدبير شئون القبائل، جمع أفراد قبيلة قريش ونصحهم بأن يسكنوا فى أطراف كعبة الله المفخمة، وأسس بنفسه مبنى دار الندوة كما جاء فى الصورة الثامنة من الوجهة الثانية.
وكان المكان الذى بنى فيه قصى بن كلاب دار الندوة جهة الزاوية التى يطلق عليها الركن الشامى، وفى الساحة التى يوجد فيها المقام الحنفى المتصل بأرض المطاف، حيث يصلى إمام المذهب الحنفى الصلوات الخمس داخل هذا المقام، وأخذ القرشيون فى بناء منازلهم حول الجوانب الأربعة لكعبة الله حتى زاد عددها عن العدد والحصر، وأصبحت مكة المكرمة مدينة عظيمة كثرت شعابها ومحالها كما نراها اليوم.
ولد النبى صلى الله عليه وسلم فى منزل يقال له مولد النبى، وهو فى الحى المشهور بشعب على «ثم شرف دار خديجة الكبرى رضى الله عنها الواقعة فى شعب بنى هاشم بالسكن فيها.