ومع هذا فقد رد أصحاب المشاهدة والمشايخ الصوفية كما بين فى تفسيرى معالم التنزيل، وأبى الليث ردا قويا على جماعات الفلاسفة والمعتزلة وأبطلوا تأويلاتهم فى هذا الخصوص وأظهروا الحقيقة.
[مثنوى]
فى مجلس وعظ يختص بالحاضرين ... فيه ترى الشباب والشيوخ مزدحمين
وقع فى الحيرة أصحاب الرسول ... من صيحة عمود ذى عرض وطول
وقد عرف كاشف الأسرار مولانا جلال الدين الرومى وهو من كبار أهل المكاشفة والمشاهدة وبين فى كثير من مواقع كتابه المثنوى الشريف أن الجمادات والنباتات والحيوانات تنطق وتسبح وتهلل.
[مثنوى]
كما تعلم من يتجه بالخطا إلى الله اعلم ... أنه من يقطع العلائق بينه وبين دنياه
كل من كانت له صلة بالله وجد ... الحبيب وانقطع عن كل ما سواه
[حكاية]
قال أحد الأشخاص من كبار المشايخ لإخوانه حتى يبين لهم درجة فيكنون له من المحبة-بقدر إدراكهم وفهمهم-ويبين لهم ماهية المحبة فى الحقيقة ويرشدهم كلهم مرة واحدة:«إذا كنتم تحبوننى، اخرجوا لهذه الصحراء وهاتوا لى زهر الشتاء على قدر محبتكم لى»،وقد جمع كل واحد من الدراويش الذين خرجوا إلى الصحراء بنية خالصة لكسب محبة شيخهم ما استطاعوا وحملوه إليه. وقد أحضر أحد الدراويش غريب الأطوار وأكثرهم عشقا وقلبه مكشوف وكبده محروق بنار الحب الإلهى نبتة واحدة جافة خالية من الرائحة وعرضها على