البانى الحادى عشر لبيت الله هو السلطان مراد خان الرابع ابن السلطان أحمد خان عليهما الرحمة والغفران.
ولما كان تجديد الكعبة غير جائز شرعا إلا أن يسقط أحد أطرافها ويتهاوى؛ لذلك لم يتجرأ أحد منذ عهد الحجاج الظالم إلى زمن السلطان المشار إليه على تجديد تلك البقعة المفخمة الجليلة.
وأخذت أركانه الأربعة تميل للسقوط -بسبب قدمها-حتى إن تجديده قد تجاوز درجة الوجوب وبما أنه لم يجدد فى عهود السلاطين السابقين بتلك الحجة الشرعية فقد أوشك البيت الحرام على السقوط فى عهد السلطان أحمد خان الثالث.
ورغب السلطان أحمد خان فى تجديد أبنية ذلك البيت اللطيف السعيد إلا أن الشرع لم يسمح بذلك. كما سبق ذكره فى المقال السابق فقوّى بالأحزمة الحديدية وأعمدة الزوايا كما رمّم وأصلح ركنان من أركانه على قدر الإمكان، وقد حفظ هذا الترميم البيت المعظم من السقوط والانهدام ما يقرب من ثمانية عشر عاما.
إلا أن البلاد الحجازية قد تعرضت فى يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر شعبان المعظم من سنة ١٠٣٩ الهجرية إلى رعود وصواعق وبروق وأمطار لم ير لها مثيل، إذ أن المياه التى نزلت من السماء تجمعت وكونت سيولا كسيل العرم وهجمت بشدة إلى داخل المسجد الحرام وزادت ساعة بعد ساعة وارتفعت مقدار ذراعين من فتحة مفتاح باب المعلا.
إن الحوانيت والمدارس والمنازل التى تصادف وجودها فى طريق السيل الشديد