كما كان عرضه عند اتصال جدار الحجرة المعطرة مع الجدار الغربى، وبما أن هذا المكان لا يتجاوز سبعين أو ستين ذراعا زيد إلى مائة ذراع عند تحويل القبلة.
وقد بنيت جدران مسجد السعادة أولا على طراز «سميط» وبعده على طراز «سعيدة» وترك بدون سقف. ولما تبين للأصحاب الكرام فى فترة ما أنه لن يستطاع تحمل حرارة الشمس، فسقفوا المسجد بجريد النخل ولأجل الوقاية من الأمطار وضعت فوق سطح السقف أوراق الأشجار ثم وضعوا فوقها التراب وهكذا أحكموا بناءه امتثالا لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم.
[إخطار]
يطلق طراز «السميط» على نوع البناء الذى توضع فيه لبنة فوق لبنة، وطراز «السعيدة» هو وضع اثنتين من اللبنات بالعرض وإحداهما بالطول، ووضعها مناصفة فوق اللبنتين العرضيتين. وقد صنع اللبن اللازم لبناء مسجد السعادة رجل من حضرموت، ولما كان هذا الرجل بارعا فى صنع اللبن عين من قبل النبى صلى الله عليه وسلم لأداء هذه المهمة.
وقد صنع النبى صلى الله عليه وسلم بانى قصر الإسلام القوى-عليه الصلاة والسلام-بعد إتمام بناء الحجرات ظل محراب مسجد السعادة على أن تكون مأوى للمساكين ومسكنا. والتى تعرف باسم «صفّة أصحاب الصفة» وأسكن الغرباء الذين يأتون فى هذه الظلة وآواهم.
المكان الذى قيل عنه الظلة كان عريشة مصنوعة من جريد النخيل وكان مقرى الضيفان-صلى الله عليه وسلم-يؤوى الغرباء والمحرومين فى هذا المكان، وعندما يحل المساء كان يطعم بعضهم كما يختار بعضهم ويرسلهم إلى بيوت الأنصار. وبعد أن أتم سيد العالمين بناء المسجد الشريف وحجرات بيوته أى فى خلال صفر الخير من السنة الثانية للهجرة انتقل بالعز والإقبال من دار أبى أيوب الأنصارى إلى البيت اللطيف الذى بنى له.
وبذل الأنصار الكرام غاية جهدهم وحرصوا على إجراء مراسم الضيافة للنبى